ما الذي يجب عليّ معرفته حول حريّتي في التعبير عبر الإنترنت؟
كن مُمارسًا وداعمًا للشّمول الرّقميّ
طريقة سهلة لفهم الشّمول الرّقميّ
حين نتحدّث عن الشّمول الرّقميّ قد يأتي الى أذهان البعض صورة رقائق الكترونية صغيرة الحجم تُزرع في أجسام البشر، أو الشركات الكبرى التي تعمل من خلال (الرّوبوتات)... ولكنّ الأمر ليس كذلك! إذ أن الشّمول الرّقميّ هو مجموعة من العروض والخدمات والحلول والمبادرات الهادفة إلى إتاحة أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للجميع للاستفادة منها في حياتنا اليومية.
هل تتساءل لماذا الحديث عن الشّمول الرّقميّ الآن؟ حسناً، الأمر ببساطة هو أن 54 بالمئة فقط من سكان العالم اليوم قادرون على الاتّصال بالإنترنت، أما الباقون، وهم 3.6 مليار شخص، لا يمكنهم قراءة هذا المقال من موقع سيف سبيس الالكتروني باستخدام الإنترنت كما تفعل أنت الآن، هل يمكنك تخيّل ذلك؟
ليس هذا فحسب، فالشمول الرقمي اصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، و الذي من خلالة تيسرت لنا كثير من الأمور كانت تستنفذ الكثير من الوقت والجهد والمال لإتيانها، الامر الذي أدى الى تسارع وتيرة الحياة و اصبحنا ننجزاكثر في وقت أقل وبجودة أفضل و تطور كل يوم.
اليك بعض الأمثلة على الشّمول الرّقميّ، والتي ستفتح لك المجال للتفكير في أمثلة أخرى كثيرة نعيشها ونمارسها كل يوم:
- حضور دورة على الإنترنت مقدم من جامعة (هارفارد) في الولايات المتحدة.
- البقاء على اتّصال بالعائلة والأصدقاء الّذين سافروا إلى الخارج.
- اللّعب عبر الإنترنت مع الأصدقاء. استخدام تطبيقات الترجمة المتاحة على الإنترنت والقادرة على الترجمة بين العديد من اللّغات.
- القدرة على متابعة اخبار والتّفاعل مع الآخرين في وسائل التواصل الاجتماعي.
- التّسوّق عبر الإنترنت.
- البحث عن وظيفة عبر الإنترنت.
- التّسجيل في الجامعة عبر الإنترنت.
ما الّذي يمكنك فعله؟
قد تسأل نفسك الآن، ما الّذي يمكنني فعله لأساعد هؤلاء المعرضين لخطر الاستبعاد الرقمي؟ في الحقيقية، يمكنك ان تلعب دور في غاية الأهمّيّة لتعزيز الشّمول الرّقميّ.
باختصار الشمول الرقمي هو ضمان عدم استثناء أيّ شخص من الوصول إلى أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث يكون الجميع قادرون على التّواصل مع بعضهم البعض وقادرون على الوصول إلى المحتوى الرقمي. وحيث يمنحك الوصول إلى العالم الرّقميّ القدرة والقوّة للتحكم في كثير من متطلبات الحياة، يضع عليك مسؤولية العمل للتّأثير وقيادة الاخرين بشكل إيجابي، مما يأتي بالمنفعة عليك أولا ..ومن ثم على الاخرين.
عليك أولاً معرفة من يمكنك مساعدته؛ ذلك أن وتيرة التّغيّر التّقنيّ اليوم تُمكّن النّاس من الوصول إلى جميع أنواع المعلومات بنقرات قليلة، وتساعدهم على أداء العديد من الأنشطة والمعاملات عبر الإنترنت.
لكنّ هذا النّموّ قد يُبرز تباين القدرة على الوصول بين الأشخاص، وهو الأمر الّذي يتطلب مساعدتك. يحتاج النّاس المعرضون لخطر الاستبعاد الرقمي إلى المساعدة في فهم كيفيّة استخدام التكنولوجيا كما يحتاجون إلى الادوات المناسبة للاتّصال بالإنترنت، وإلى المهارات المناسبة للوصول إلى المحتوى الرقمي المطلوب.
إذا نظرنا من منظور عالميّ مرّة أخرى، فإنّ 16 بالمئة (1.4 مليار) من السّكان هم شباب مثلك تماماً؛ لذلك تخيّل ما يمكن فعله بهذه القوّة الجماعيّة،
واضعا في الاعتبار انكم ستكونون في المستقبل القادم ذلك الموظّف الّذي نشتري منه في المتجر، أو مالك تلك الشركة، أو ذاك المؤثّر الاجتماعي في العالم الرّقميّ، أو هذا الموظّف في المنصب الحكومي أو في أماكن أخرى تؤثّر عليك الآن بشكل مباشر. تخيّل نفسك مدرّساً أو أستاذاً يتحدّث عن المستقبل وافخر بذلك، لأنّ العالم الرّقميّ هو المستقبل وسيشمل الجميع.
في حياتنا اليوم ومهما كانت طريقة رؤيتها (الحياة في العالم الحقيقيّ، الرّقميّ، السّينمائيّ، وغيرها) ثمّة أبطال، ولكنّهم يختلفون حسب كل عالم منهم، قد يكون البطل خارقاً في الأفلام، أو معلّماً في الحياة الواقعيّة، أو مؤثّراً في العالم الرّقميّ، ويمكنك أن تصبح واحداً منهم عبر اتّباع هذه النّقاط البسيطة:
- يجب أن تدرك أهمّيّة دورك في هذا الأمر ومدى الفارق الذي ستصنعه؛ لذلك عليك العمل أولاً على نفسك، حتى تكون قادرًا على شرح أهمّيّة الشّمول الرّقميّ.
- يحاول العقل البشريّ دائماً تقييم المعلومات الّتي يحصل عليها، والتي تؤدّي إلى المعرفة ومن ثمّ إلى الحكمة لاتخاذ القرار السّليم؛ لذلك فلشّمول الرّقميّ وسيلة جادة و هامة لتطوير وتحسين وتحصيل المعرفة التي ستنير لك مستقبلك.
- عليك العمل على تحصيل الخبرة التكنولوجية، وأن تفخر بهذه المهارات الجديدة ؛ لأنها ستكون خطوة هامة في طريق نشر الوعي على الإنترنت ومساعدة الاخرين في بناء مهاراتهم الرّقميّة.
- قد يكون الانخراط والتّطوع أو العمل في المؤسسات الموجودة أصلاً كالمدارس والجامعات والمؤسّسات الأخرى الّتي تعمل على الشّمول الرّقميّ أمراً عظيماً لأنّك شخص أساسيّ في المجتمع.
- لا يمكن إغفال أن المهارات الرّقميّة ضروريّة في سوق العمل اليوم؛ فأصبح وان اكتساب المعرفة الرّقميّة أصبح أمراً ضرورياً أساسياً في عالم سيؤدي فيه أكثر من نصف الأطفال في المدارس اعمالا في وظائف لم يتم اختراعها حتى الان، قد يكون ذلك صعب التخيل ولكنه الواقع.
- عليك إدراك أنّ غياب المساواة بين النّاس واستبعاد الآخرين لن يدعم مجتمعك أو مستقبلك، بل سيسبّب ضرراً، لذلك لديك دور مهمّ تلعبه.
سأضيف مزيداً من المعلومات الواقعيّة حول الشّمول الرّقميّ، إجابةً على سؤال لماذا يجب عليك القيام بذلك، هل تعلم أنّ:
- استخدام الإنترنت للبحث عن وظيفة يؤدي إلى توفير ما نسبته 25 بالمئة من الوقت الّذي يقضيه العاطلون عن العمل في البحث، وهو وقت طويل يمكن الاستفادة منه في القيام بأمور أخرى.
- زيادة الاتّصال بالآخرين على الإنترنت والتّفاعل معهم يمكن أن يكون أمراً مفيداً للاقتصاد.
- لقد ساعدنا الشّمول الرّقميّ بشكل كبير أثناء الإغلاق المرافق لجائحة كورونا.
- يتزايد الاعتماد على الرّعاية الصّحّيّة عن بُعد، فهي تنقذ عدداً أكبر من النّاس لأنّها أسرع.ط
نماذج داعمة للشّمول الرّقميّ من الحياة الواقعيّة
كيف استطاع أشخاص مثلك أن يصبحوا أبطالاً في عالمنا اليوم:
- قامت شراكة بين دار رعاية المسنّين (Ty Llandaff) ومدرسة (Ysgol Pencae) الابتدائيّة في (كارديف) في المملكة المتّحدة؛ بهدف تعريف كبار السّن الّذين لم يتّصلوا بالإنترنت على الإطلاق على ما يمكن للإنترنت أن يوفّره لهم، وذلك بمساعدة أطفال المدارس الابتدائيّة، الّذين لا يمكنهم تخيّل الحياة دون إنترنت؛ ونتيجة لذلك كان للتّعرّف على الأبطال الرّقميّين تأثير إيجابيّ على الصّحّة العقليّة لكبار السّن، وقد ساعدهم في تخفيف مخاطر الوحدة.
- فوجئت مجموعة من طلّاب الشّرطة الّذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاماً بمعرفة كيف يمكن لملفّاتهم الشّخصيّة الرّقميّة أن تؤثّر على مستقبلهم. ولكن بعد تلقّي "تدريب الأبطال الرّقميّين" عن طريق (Digital Communities Wales)، لم يتعلّموا كيف يحافظون على سلامتهم على الإنترنت فحسب، بل أصبحوا قادرين على مشاركة معارفهم ومهاراتهم مع آخرين؛ حيث استطاع الطّلّاب الآن حماية معلوماتهم الشّخصيّة، وإدراك تأثير سلوكهم على الإنترنت بشكل أفضل.
كلّ ما عليك فعله هو معرفة كيف ساعدَنا الشّمول الرّقميّ أثناء جائحة كورونا على التّواصل الدّائم ونشر الوعي والعمل من المنزل والتّعليم عبر الإنترنت والعديد من الأمور الأخرى الّتي ستكتشفها إذا دقّقت في الأمر. فهل لديك أفكار أخرى؟ إذا كان كذلك فهناك فرصة كي تصبح بطلاً رقميّاً وتُحدث فرقاً في محيطك، ابدأ الآن!