ما الخطوات التي يجب عليّ القيام بها والمعلومات التي يجب أن أعرفها قبل الانضمام إلى مجتمع الإنترنت؟
حماية الطلاب من خطر الإنترنت المظلم
غالبًا ما يتمّ تصوير بنية الإنترنت على أنّها جبل جليدي يطفو على المحيط، ويخرج أصغر جزء مرئي فوق الماء والذي يُمثل حوالي 4٪ فقط من الإنترنت بالكامل، وهذه هي الشبكة التي نعتمد عليها كثيرًا في معظم أنشطتنا اليومية.
وعندما نتعمق، سنرى شبكتين حيث تشكل واحدة منهما 48٪من شبكة الإنترنت بأكملها، وتسمى احداهما شبكة الإنترنت المظلم وهي المواقع التي لم تتمّ فهرستها بواسطة محركات البحث، ولكن يمكن الوصول إليها باستخدام متصفحات أخرى خاصّة.
ما هو الإنترنت المظلم؟
إنّه محتوى شبكة الإنترنت العالمية، ويتكون من المواقع والمنصّات التي يتعذر الوصول إليها، والتي لا تتمّ فهرستها بواسطة محركات البحث التقليدية، وإنما تحتاج إلى برمجيات وضبط خاص للوصول إليها من خلال خدمات خاصّة مثل متصفح تور(TOR)، كوسيلة لبقاء هوية الشخص المتصفح ومكانه مجهولين.
فالإنترنت المظلم جزء لا يتجزأ من منظومة الإنترنت، والذي يسمح بإصدار المواقع الإلكترونية، ونشر المعلومات بدون الكشف عن هوية الناشر أو موقعه.
ولكن من ناحية اخرى، تنتشر فيه ايضا الأنشطة الغير مشروعة، مثل: الأسواق السوداء التي تقدّم خدمات غير قانونية كبيع بطاقات الائتمان المسروقة، وجوازات السفر، وبطاقات الهوية، والبيانات المخترقة، وغيرها من المنتجات.
هل يدخل طلابي إلى شبكة الإنترنت المظلم؟
بشكلٍ عام، تُعتبر شبكة الويب المظلمة غير جاذبة لمعظم الطلاب الصغار في السّن. ويعود السبب إلى عدم وجود وسائل تواصل اجتماعي، ولا أصدقاء، ولا صورة جيدة للتواصل هناك. ولكنّ الأمر الخطير في شبكة الويب المظلمة هي أنّها تحتوي على عوامل قد تجذب فضول الطلاب في سن المراهقة، خصوصًا أنّ هذه الفئة العمرية تحب التعلّم والاستكشاف. لذا من الطبيعي أن يرغب البعض في استكشاف هذا العالم المجهول، فقد تجذبهم بعض الألعاب الإلكترونية، أو الموسيقى والأفلام، والمواد الخطرة. ولكنّ هذا الاستكشاف قد ينطوي على الكثير من المخاطر الهائلة، حيث قد ينتهي بهم الأمر للوصول إلى مواقع خطرة ومشبوهة.
كيف أعرف ما إذا كان طلابي قد ارتادوا الإنترنت المظلم؟
إنّ أحد أهم الطرق لمعرفة ما إذا كان أحد طلابك يستخدم متصفح "Tor" الخاص بشبكة الإنترنت المظلمة، هي مطالبة أولياء الأمور بالتحقّق من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة التي يستخدمها الطلاب سواء من خلال برامج المراقبة الابوية او من خلال فحص الاجهزة يدوياَ، وحال وجود البرنامج يجب حذفه فورا مع الحوار الجاد الهادف مع الابناء لتوضيح مخاطر الانترنت المظلم، فضلاً عن توجيههم لطرح الاسئلة على أطفالهم فيما يخص المتصفحات التي يستخدمونها عادةً عند البحث.
الطريقة الثانية هي معالجة المشكلة مباشرةً مع الطفل من خلال الحوار الودود وطرح الأسئلة اللطيفة. وبصفتك معلمًا، ستكون هناك حالات تحتاج فيها إلى ملاحظة طلابك وسؤالهم عن استخدامهم الإنترنت في أيّ وقت يظهرون فيه سلوكاً سلبياً. فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تسألهم عن المواقع التي قاموا بزيارتها، وكيف وصلوا إليها. ومن الجيد أن تُشرك أولياء الأمور في معرفة الأسئلة والأجوبة الخاصّة بهذا الأمر.
ثالثا، يمكنك معرفة ذلك عبر الاهتمام ببعض المواضيع التي يتداولها أو يتحدث عنها طلابك في الصف، وعبر ملاحظة منشوراتهم على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. علاوةً على ذلك، عندما يتعرض الطلاب لمحتوى خطير، غالبًا ما يظهر ذلك في سلوكياتهم، وفي تعليقاتهم خارج المواد الدراسية، وربما في ردود أفعالهم العدوانية تجاه بعض الأقوال أو الأفعال.
خطورة الإنترنت المظلم على الطلاب
تعتبر أكبر مخاطر شبكة الإنترنت المظلمة هي عدم الكشف عن الهوية، وذلك لأنّها تحتوي على مجموعة واسعة من المواقع داخلها، والتي يمكن لأيّ طالب الوصول إليها دون الكشف عن هويته. بالإضافة إلى هذا، تعتبر بعض هذه المواقع ضارة لأنّها تشمل نصائح لترويج إيذاء النفس، ومنتديات مؤيدة للشرّ وغيرها. وحيث يُعد مستوى إخفاء الهوية الذي توفره شبكة الويب المظلمة عاليًا للغاية فلا يمكن تعقب المروجين والمستفيدين من هذه المواقع.
ثانيًا، من مخاطر الإنترنت المظلم أيضاً هو النشاط غير القانوني المنتشر بكثافة، والقدرة على الوصول إلى المواد غير المشروعة المتاحة للبيع، والتي إذا تمّ شراؤها، فإنّ سلامة الطالب وصحّته الجسدية والنفسية ستتعرض للخطر. بالإضافة إلى هذا، من المحتمل جدا أن يحدث تواصل بشكل او آخر بين الطالب وبعض المجرمين الذين يسعون لاستغلالهم، وفي معظم الاحيان، تنشأ علاقة خطرة بينهم لا يستوعبها الطالب لصغر سنه، والتي قد توقِعُه في مشاكل كثيرة.
أمّا التهديد الثالث الذي يمكن أن نضيفه أيضًا إلى مخاطر الإنترنت المظلم هو العبث بالأجهزة، فقد تصيب بعض مواقع الإنترنت المظلم أجهزة الكمبيوتر بالفيروسات الضارة، وقرصنة الملفات وإتلافها، والاختراق والتحكم
بالكاميرا، وغير ذلك من صور العبث بالأجهزة.
كيف أحمي الطلاب من الإنترنت المظلم؟
- هل قام أيّ من طلابك بتثبيت متصفح Tor على أجهزتهم؟ أولاً، اطلب من والد الطالب إلغاء تثبيت التطبيق. بعد ذلك، اسأل الطالب بطريقة ذكية عن نشاطه عليه لأنك تحتاج قطعًا إلى إجابة صادقة، لأنّ هذا المتصفح لا يحتوي على سجل بحث.
- قد يكون الاكتئاب والضيق، وبعض المشاكل الشخصية لدى الطالب، -وليس لنيّة إجرامية- هو ما يدفعه للبحث عن الإنترنت المظلم. لذا ينبغي ضمان سلامته من المشاكل الشخصية والنفسية، لكي لا يُشكل ذلك مصدر قلق يدفعه لإيذاء نفسه عن غير قصد.
- يمكنك تقديم نصيحة لأولياء الأمور بتحميل تطبيق رقابة عن بُعد يسمح لهم بمراقبة الأنشطة التي يقوم بها أبناؤهم على هواتفهم وأجهزتهم، وذلك عن طريق تتبع النشاط للأجهزة المستهدفة ومراقبتها.
- الجزء الأهم هو توعية الطلاب بأنّ الإنترنت المظلم يضمّ أشخاصًا بلا هوية حقيقية، ولا يتصفون بأيّ مصداقية، وهدفهم إلحاق الاذى بالأخرين، وأيّ شخص يتعامل معهم قد يتعرض للملاحقة القانونية.
- علاوةً على ذلك، اشرح لهم أن أيّ شخص يمكن أن يتعرض لسرقة حساباته المصرفية أو حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، أو بياناته الخاصّة على هاتفه المحمول، أو السقوط كفريسة للابتزاز والتهديد، وتدمير السمعة، فضلا عن الإيذاء النفسي الناتج عن التعرض لمواقع تضم محتويات مؤذية، أو تصرفات بعيدة تمامًا عن الفطرة الإنسانية السليمة.
- أخيرًا، تستطيع أن تقدم لطلابك الدعم، فإذا كان لديهم شخص بالغ يمكنهم الوثوق به واللجوء إليه عندما يعثرون على أيّ محتوى يجعلهم يشعرون بالانزعاج أو عدم الارتياح عند تصفح الإنترنت، فإنّ هذا سيبقيهم في مأمن من أيّ محاولة للوقوع في فخ هذه الشبكة المظلمة. لذا، تأكد من أنّ طلابك يلجؤون إليك وأنّك تستطيع تقديم الدعم اللازم لهم.