الانضمام إلى مجتمعات الإنترنت الآمنة

ما هو مجتمع الإنترنت وماذا يشمل؟ 

مجتمع الإنترنت هو عبارة عن أفراد يتشاركون الاهتمامات والهوايات نفسها ويجتمعون معًا للتواصل بشكل افتراضي عبر الإنترنت، وعند مقارنة مجموعات الإنترنت هذه بالمجتمعات الواقعيّة من حيث التفاعل الشخصي، نجد أنّ لهذه المجموعات مزايا وسيئّات فريدة. 

ما الفوائد المحتملة للانضمام إلى مجتمع إنترنت؟ 

يمتاز هذا المجتمع بكونه أكثر تنوعًا وشمولية عند اتّصاله بالإنترنت، إذ يجمع أفرادًا من أماكن عدّة حول العالم. لنفترض مثلًا أنّك مهتم بالألعاب الإلكترونية، فستصبح قادرًا على الاتصال بلاعبين من مدنٍ وقارات مختلفة. ثانيًا، تساعد مجتمعات الإنترنت في تسريع  الاتصال  ، بالرغم من أنها قد تفرض في الوقت عينه بعض الصعوبات. بالإضافة إلى هذا، تعود هذه المجتمعات بمنافع جمّة: فإذا كنت طالبًا، تستطيع تكوين مجموعة عبر الإنترنت مع زملائك والتعاون فيما بينكم لحلّ المسائل الرياضية الصعبة. أمّا إذا كنت مديرًا في شركة تضمّ عددًا كبيرًا من الموظفين، فيمكنك كذلك تكوين مجموعة عبر الإنترنت لتلقي التحديثات في الوقت المناسب أو حتى التحدّث في الاهتمامات خارج أوقات العمل. ربما يكون أحد الأمثلة المعاصرة لفوائد المجتمعات المشتركة عبر الإنترنت هو السرعة التي تمّ بها تطوير لقاح COVID-19 من خلال منصّة مشتركة حيث تمت مشاركة معلومات مهمّة بشأن الفيروس بصورة فورية. ففي هذه الحالة، ساعد مجتمع الإنترنت في مشاركة المعرفة بطريقة سهلة للغاية وسمح للمساعي الدولية بتطوير لقاح في أسرع وقتٍ ممكن. 

كيف يتمّ إنشاء مجتمعات الإنترنت؟ 

فيما يلي بعض المنصّات التي تساعد في إنشاء مجتمعات عبر الإنترنت: 

• تطبيق واتساب (WhatsApp): أداة مجانية للمراسلة عبر الإنترنت يمكنك استخدامها للبقاء على اتصال مع أصدقائك. يسمح هذا التطبيق بتكوين مجموعات يمكن للأشخاص الدردشة من خلالها مع بعضهم البعض في الوقت عينه. 
• تطبيق فيسبوك (Facebook): عبارة عن منصّة للتواصل الاجتماعي حيث يمكن للمستخدمين مشاركة ما يشاؤون من صور أو أفلام أو حتى أفكارهم بكلّ بساطة! يمكن لأيّ شخص أيضًا إنشاء حساب مجانًا وإضافة مستخدمين آخرين كأصدقاء. 
• تطبيق تويتر Twitter: مماثل لفيسبوك  Facebook، إنّما أكثر احترافية. يمكنك "متابعة" موضوعات معينة تهمّك ومعرفة آراء الناس حول جميع أنحاء العالم . 
• تطبيق لينكد إن LinkedIn: عبارة عن منصّة احترافية ينشر الأشخاص فيها سيرتهم الذاتية الافتراضية ويتواصلون فعليًا مع أشخاص آخرين مهتمين بوظائف ومجالات مماثلة. يمكن استخدام هذا التطبيق أيضًا لتعلم النصائح والحيل من المدراء من مختلف المجالات. 
• تطبيق كورا (Quora): عبارة عن منصّة قائمة على أسئلة وأجوبة حيث يمكن للأشخاص طرح أسئلة حول أيّ مسألة دون استثناء على أشخاص لديهم خبرة في هذا المجال. فإذا كنتُ مهتمًا بالبستنة، يمكنني طرح سؤال عن هذا الموضوع وانتظر ردّ مفيد من أشخاص يملكون خبرة في مجال البستنة. 
• تطبيق ريديت Reddit: شبيه بتطبيق كورا Quora، لكنّه غير متكلّف. يتضمن هذا المنتدى أيضًا منصّات فرعية تسمّى subreddits يتابع فيها الأشخاص مواضيع محدّدة في سلسلة رسائل. 
• تطبيق كلوب هاوس (Clubhouse): عبارة عن منصّة صوتية فقط. يمكن للأشخاص الانضمام إليها لمناقشة مسائل مختلفة.  

ما هي بعض المخاطر المرتبطة بالانضمام إلى مجتمعات الإنترنت؟ 

ما من مجتمع إنترنت آمن بحدّ ذاته. فإذا انضممت إلى مجموعة عبر الإنترنت مع أفرادٍ عدّة لا تجمعك معرفة شخصية بهم، قد تواجه خطر إمكان تسريب هؤلاء رقم هاتفك المحمول واستخدامه لمضايقتك أو التنمّر عليك. كذلك، يعرّضك الانضمام إلى عدد كبير من المجموعات من دون غرض أو هدف معيّن لمعلومات مزيفة، حيث يتكرّر تداول الأخبار الكاذبة أو المزيفة في مجتمعات مختلفة. وعلى نحوٍ مماثل، يمكن لأيّ شخص تلقائيًا البحث عن ملفك الشخصي على فيسبوك Facebook والتنمر عليك عبر مراسلتك مباشرة. بالإضافة إلى هذا، يستطيع الأشخاص استخدام هذه المنصّات للحصول على معلومات قيّمة من خلال ممارسة الاحتيال والتصيد الاحتيالي، ومن ثمّ استخدامها لطلب فدية. 

كذلك، فإنّ الانضمام إلى هذه المجتمعات قد يعرّضك لمحتوى حسّاس مثل العنف، أو الصور غير اللائقة، أو أيّ محتوى غير أخلاقي آخر، ما قد يلحق ضررًا بصحتك النفسية على المديين القصير والطويل. علاوةً على ذلك، يؤدي استخدام مجتمعات كفيسبوك Facebook أيضًا إلى كشف بياناتك أمام الآخرين الذين قد يستخدمونها للتلاعب بسلوكك وآرائك. لذا إحرص على عدم مشاركة أيّ معلومات شخصيّة عند الاشتراك بأيّ مجتمع عبر الإنترنت أو الانضمام إليه. 

كيف أتأكّد من أنّ مجتمعات الإنترنت التي انضممتُ إليها آمنة؟ 

في ما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتعزيز سلامتك عبر الإنترنت: 

• لا تستخدم مجتمعات الإنترنت من دون وضع هدف واضح للانضمام إليها. لا تنضم إلى المجموعات أو تبدي إعجابك بها لمجرد أنّ شخصًا ما أوصى بذلك. إتّبع المواضيع التي تثير اهتمامك أو قد تكون مفيدة لك . وبذلك، سيكون ملفّك الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي متمحور حول أمورٍ مفيدة لك، ما يساعد أيضًا في تجنّب ظهور موادٍ غير لائقة في صفحة "آخر الأخبار" (News feed) الخاصة بك. 
• احرص دائمًا على تفعيل الميّزات الأمنيّة في جهازك. إنّ جميع المنصّات على الإنترنت تقريبًا تتيح ميزّات تتعلّق بالخصوصية والسلامة وتساعد في الحفاظ على خصوصيّة بياناتك الشخصية وإخفائها عن الجمهور. فعلى سبيل المثال، يمكنك إخفاء تاريخ ميلادك، ورقم هاتفك، وبريدك الإلكتروني من حسابك على فيسبوك Facebook. كما يُمكنك أيضًا حصر الأشخاص الذين بوسعهم إرسال طلب صداقة إليك أو مراسلتك مباشرة. بهذه الطريقة،  يصبح لديك القدرة على التحكّم بمن يمكنه التواصل معك. وفي حال تعرّضك للتنمر أو المضايقة الإلكترونية، يمكنك إمّا حظر هذا المستخدم أو إبلاغ المنصّة مباشرةُ عنه. 
• انضم دائمًا إلى المجموعات التي تضمّ أصدقاءك ومعارفك فقط، أيّ الأشخاص الذين يمكنك الوثوق بهم. ابتعد مثلًا عن مجموعات الواتساب WhatsApp العشوائية التي تضمّ مئات الأعضاء. أمّا إذا كنت بحاجة إلى تكوين مجتمع تستطيع فيه مثلًا مناقشة الآراء ووجهات النظر، فاحرص على ضمّ الأشخاص المعنيين فقط إلى تلك المجموعة. 
• يوصى دائمًا بتعيين وانتخاب مدراء  للمجموعات التي قد تكون عضوًا فيها بهدف التأكد من تمتّع الأشخاص بحسّ المسؤولية واعتمادهم سلوكًا أخلاقيًا. وفي حال حدوث موقف غير مرغوب فيه أو نشوء شجار بين عضوين، يستطيع المدير التدخّل وحلّ ذلك الموقف. من جهةٍ أخرى، تتيحُ تطبيقات عدّة مثل تويتر Twitter، للمستخدم بحجب المحتوى الحسّاس من الـNews feed الخاصّة به، الأمر الذي يحدّ من التعرّض لأيّ محتوىً غير مرغوب فيه. 
• من المهم التحقق من شروط استخدام كل منصّة تشترك فيها، لأنّ الكثير من التطبيقات تنّص في طيّات شروط استخدامها على أنها ستشارك بياناتك أو موقعك مع عدد من البائعين. لذا حرصًا على الحفاظ على سلامة بياناتك، يمكنك أيضًا منع التطبيقات عبر الإنترنت من الحصول على بياناتك ومشاركتها مع البائعين. فعلى سبيل المثال، يمكن لمستخدمي أيفون iPhone منع التطبيقات من الوصول إلى سجلات هواتفهم أو معرض الصور وغيرها من الإعدادات الموجودة في هواتفهم. كذلك، يمكن أن تمنع الإعدادات على أجهزة أندرويد Android وأي أو أس iOS التطبيقات من معرفة موقع المستخدمين في الوقت الفعلي. 
• قلل قدر الإمكان من مشاركة بياناتك الشخصيّة على أيّ من المجتمعات ولا ترد على أيّ رسائل أو طلبات من أشخاص خارج دائرة معارفك. 
• تجنّب الانضمام إلى المجتمعات التي يستطيع فيها المستخدمون إخفاء هويتهم. قد يؤدي عدم الكشف عن هويتهم إلى ممارسة التنمّر والمضايقات الإلكترونية، الأمر الذي يضعف احترام الذات.