نصائح لتوجيه أطفالك حول البصمة الرقمية الخاصة بهم
البصمة الرقمية: كل المطلوب... أثرٌ طيب
- هل سمعتم بمصطلح "البصمة الرقمية"؟
- هل يعلم معظم مستخدمي الإنترنت أنّ هناك بصمة رقمية لكل مستخدم؟
- هل يمكن لأيّ شخص أن يُبحر في العالم الرقمي دون أن يترك أثر خاص به يميّزه عن غيره؟
- كيف يمكن تتبّع أيّ شخص في عالم الإنترنت؟
ربّما تكون هذه الأسئلة جديدة على متصفّحي الفضاء الإلكتروني، ولكنّها حقيقة مثبتة علميًا. لذا، إليك بعض التفاصيل حول مفهوم هذه البصمة وتأثيرها.
ماذا تعني "البصمة الرقمية"؟
إنّها البصمة التي يمتلكها أيّ شخص دخل إلى عالم الإنترنت، وهي بصمة لا يمكن التخلّص منها أو محو أثرها كما هي الحال في الحياة الطبيعية.
ويُمكن تعريفها أيضًا بأنّها البيانات الهائلة التي يوفّرها المستخدمون، والتي تتضمن جميع السجلاّت والآثار والأنشطة التي يتركها مستخدم الإنترنت، مثل المنشورات، والصور، والتدوينات، وسجل دخول الموقع، والمراسلات الإلكترونية المستلمة.
من يمتلك البصمة الرقمية؟
يتمتع كل مستخدم للإنترنت ببصمة رقمية يتمّ إنشاؤها في كل مرة يستخدم فيها الإنترنت، مثل لنشر التعليقات، أو مشاركة مقاطع الفيديو، وغيرها... هذا يعني أنّ البصمة هي أثرٌ لجميع الأنشطة التي يقوم بها المستخدم على صفحات الإنترنت، والتي يصعب التخلص منها؛ وطالما أنّ المستخدم متواجد على الإنترنت، فبصمته إذن موجودة.
لذا، من الطبيعي أن يترك كل مستخدم للإنترنت العديد من الآثار التي تدل عليه أثناء تصفحه مواقع شبكة الإنترنت، وغالبًا ما تلجأ شركات الدعاية والإعلان إلى تحليل هذه الآثار لإظهار رسائل إعلانية محددة للمستخدم بهدف تلبية اهتماماته.
من جهةٍ أخرى، إن ّهذه الآثار لا تقتصر فقط على ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز"، والتي يمكن من خلالها متابعة سلوكيات المستخدم عبر الإنترنت، بل إنّ البصمة الرقمية أيضًا تُعتبر حاليًا من التقنيات الشائعة لتحديد هوية الحاسوب عن طريق متصفح الويب.
أوضحت "مؤسسة الحدود الرقمية (EFF) الأمريكية"، المعنية بالدفاع عن الحقوق المدنية، بأنّ "تقنية البصمة الرقمية تعتمد على تحليل الملامح والسمات الفريدة لمتصفح الويب مثل الإصدار، واللغة، وضوح الشاشة، وأنواع الخطوط المثبتة. ويتمّ من خلال هذه البيانات إنشاء بصمة رقمية للحاسوب، ويتم تقييم المكوّنات الإضافية المثبتة في متصفح الويب".
علاوةً على ذلك، أضافت المؤسّسة بأن "البصمة الرقمية عادةً ما تكون فريدة من نوعها، نظرًا إلى أنها تشتمل على أكثر من 50 صنفًا أو عاملًا من السمات والمزايا، ويمكن للمستخدم الاطلاع على البصمة الرقمية للمتصفح عبر صفحة اختبار خاصة تابعة لهذه المؤسسة الأمريكية".
مساهمة أولياء الأمور في إنشاء بصمة أبنائهم الرقمية
- كيف أساهم في البصمة الرقمية لطفلي؟
- ما نوع المعلومات التي يمكنك نشرها عبر الإنترنت حول طفلي؟ كيف يمكن إخفاء ذلك في الصور؟
- وكيف أساهم في البصمة الرقمية الخاصّة به؟
تبدأ في إنشاء بصمة رقمية لأطفالك بمجرد أن تنشر عنهم عبر الإنترنت، وبالتالي، فإنك تتركك وراءك آثار عن أطفالك عند استخدامك للإنترنت وتلك الآثار يمكنها المساهمة في تشكيل سمعتهم الإلكترونية والطريقة التي يراهم بها الآخرون.
ما هي المعلومات الشخصية؟ وكيف يمكن إخفاؤها في الصور؟
يمكن تعريف البيانات الشخصية على أنّها الصور أو مقاطع الفيديو أو المعلومات التي تختار مشاركتها عبر الإنترنت حول طفلك. لذا، يجب أن تفكر جيدًا في نوع المعلومات التي تريد مشاركتها.
نتيجةً لذلك، لا بدّ من أن تَبرُز المعلومات الشخصية في الصور ومقاطع الفيديو. مثلًا: عندما اسم المدرسة الذي يظهر من خلال الزي المدرسي البادي في الصور، وعنوان المنزل الذي يظهر من خلال أرقام المنازل أو أسماء الشوارع في خلفية الصور، فضلاً عن تاريخ الميلاد سواء كان موجودًا في خلفية الصور أو المنشورات.
ما هو دور إعدادات الخصوصية؟
إنّ معظم مواقع الشبكات الاجتماعية تحتوي على إعدادات خصوصية لمساعدتك في إدارة المحتوى الذي تشاركه، ومع من تشاركه. يمكنك أن تقرر ما إذا كنت تريد مشاركة منشوراتك مع جميع المتابعين عبر الإنترنت، أو ستكتفي بمشاركتها فقط مع قائمة محدّدة من المتابعين أو الأصدقاء أو أن تكون المنشورات عامة.
كما يجب عليك أن تأخذ بعين الاعتبار أنّ محتوى أصدقائك وإعداداتهم يمكن أن تؤثر على البصمة الرقمية لطفلك، وبالتالي ستتحول خصوصيتك لتصبح أمام جميع المتابعين. لذا، كن حذرًا من الصديق الذي قبلته على حساباتك، وقرر ما إذا كنت تريد منه أن يرى كل الصور والمشاركات التي قمت بنشرها.
كيف نضمن الاستخدام الآمن للإنترنت؟
من المهم جدًا محادثة الأطفال والتوضيح لهم الطريقة الأمثل لاستخدام الإنترنت، فضلاً عن كيفية إنشاء بصمة رقمية إيجابية، وكيف يمكن للآخرين المساهمة ايجابًا بها. لذلك، وبناءً على هذه المبادئ، يكون لاتفاقية الأسرة دور مهم للغاية في تحديد المعلومات والصور التي يجب مشاركتها عبر الإنترنت كعائلة، مما يسمح لكل فرد من أفراد الأسرة الالتزام بالوعود والالتزامات الأخلاقية فيما يتعلق بسلوكياتهم عبر الإنترنت وكيفية المشاركة ونشرها.
إجراءات تقنية
تعطيل الجافا (Java): يجب على المستخدم القيام ببعض الإجراءات البسيطة للحدّ من إنشاء البصمة الرقمية، وذلك من خلال تعطيل الأداة الإضافية لبرنامج الجافا في متصفح الإنترنت، مما يجعل من الصعب على شبكات الدعاية والإعلان قراءة أنواع الخطوط المثبتة على الحاسوب.
بشكل عام، يجب على المستخدم التحقق من المكوّنات الإضافية المثبتة في متصفح الإنترنت وإيقاف تلك التي ليست قيد الاستخدام. تتواجد المكونات الإضافية لـ موزيلا فايرفوكس (Mozilla Firefox) في قائمة "الإضافات". ويمكن للمستخدم أيضًا استدعاء هذه الأدوات الإضافية إلى غوغل كروم (Google Chrome) من خلال إدراج الأوامر وما يسمى بسطر الأوامر. «chrome: // plugins>>
كيف تصبح البصمة الرقمية مفيدة لأولياء الأمور؟
بالرغم من كلّ ما ذكِر أعلاه، لا نستطيع تجاهل أنّ للبصمة الرقمية حسنات لأولياء الأمور. على سبيل المثال، ومن خلال تصفح أرشيفات المتصفح، يمكننا اكتشاف المواقع التي زارها الطفل. ويمكننا أيضًا البحث في Google عن اسم طفلنا لتتبّع نشاطه عبر الإنترنت.
ختامًا، لا بدّ من الخصوصية! لأنّ الخصوصية حقٌ من حقوق الإنسان، وبالتالي يجب أن نحظى بها على الإنترنت. من هنا يُمكننا تعريف الخصوصية على أنها قدرة المستخدم على حفظ معلوماته وبياناته بعيدًا عن أيّ شخص غير مصّرح له بالوصول إليها. أمّا سياسات الخصوصية، فهي ما قمتم بالموافقة عليه بمجرّد النقر على "موافق". لكن، هل قرأنا ما وافقنا عليه؟ من المفترض أنّه عندما نقوم بتسليم محتوانا الشخصي مثل صورنا، وبريدنا الإلكتروني، إلى جهةٍ ما، وأن نعرف أولاً ما الذي نسمح لهم بفعله بهذا المحتوى.
من ناحيةٍ أخرى، إنّ مستقبل الخصوصية على الإنترنت غامض جدًا، ويواجه التقنيون العديد من العقبات التي تؤخرهم عن تأمين خصوصية المستخدمين. ومع ذلك، يجب ألا نهمل ما هو موجود بالفعل، بما في ذلك التعامل بعقلانية وحذر مع هذه الظاهرة، ومساعدة أطفالنا على فهمها، والتكيف معها بأكبر قدر ممكن من الوعي والانتباه.
ومن المهم معرفة أنّ هذه المهمة معقدة للغاية، لأنّه من الصعب التحكم في فهم هذا العالم الواسع الذي يربط بين الخاص والعام، ولكن لا يزال من حق المرء حماية نفسه من التشهير والانتشار على نطاقٍ واسع.