كيف يُمكنني إرشادُ أبنائي لفِهم معنى جني الأرباح عبر الإنترنت؟
التجارة الإلكترونية الآمنة
مع الزيادة المستمرة للتطور التكنولوجي، أصبح التسوق عبر الإنترنت واحدًا من أشهر الأنشطة التقنية في جميع أنحاء العالم. ففي عام 2020، قام ما يزيد عن 80٪ من المستهلكين -أيّ ما يعادل ملياري شخص- في جميع أنحاء العالم بشراء سلع أو خدمات عبر الإنترنت. هذه الأرقام تتزايد باستمرار نظرًا لاستفادة المستهلكين من مزايا المعاملات عبر الإنترنت وسهولتها، فهي تمكنهم من الاختيار بين العديد من المنصّات والمتاجر الإلكترونية بهدف تصفح العناصر أو الخدمات التي يحتاجونها ومقارنتها وشرائها.
ويُعد أمان التجارة الإلكترونية أمرًا ضروريًا، خاصةً وأنّ منصّات التجارة تتعرض باستمرار إلى هجوم جراء البرامج الضارة. ووفقًا للإحصاءات التي أجرتها "Statista" المتعلقة بالهجمات الإلكترونية، ستة من أصل عشرة هجمات في عام 2020 كان هدفها ابتزاز الأموال من الشركات والأفراد. لذلك، يجب أن تستخدم الأعمال التجارية بروتوكولات وإجراءات أمان قوية، حيث يحتاج رواد الأعمال في مجال التجارة الإلكترونية للنظر إلى ما وراء تلك الأرقام والبيانات، وتعلّم كيفية إدارة هذه التجارة وحمايتها لعملية البيع. من جهةٍ أخرى، يحتاج الجمهور أيضًا إلى طرق آمنة ووسائل مضمونة لعملية الشراء. لذا، سنناقش في هذه المقالة أهم التحديات التي يواجهها البائع، وأكثر الطرق أمانًا لحماية المستهلك.
مسؤوليات البائعين وأصحاب المواقع الإلكترونية
- الخصوصية:
تشمل الخصوصية منع أيّ نشاط من شأنه أن يؤدي إلى مشاركة بيانات العملاء مع جهات خارجية أو داخلية غير مصرح لها، فلا ينبغي لأيّ شخص غير مصرّح له الوصول إلى معلومات العملاء الشخصية وتفاصيل الحساب المالي وعملية الشراء. ومن المهم معرفة أنّ خرق السرية يحدث عندما يسمح البائع للآخرين بالوصول إلى هذه المعلومات، واستخدامها لأغراض أخرى تنتهك خصوصية المستخدم.
- النزاهة:
النزاهة مفهوم مهم آخر لأمن التجارة الإلكترونية، ويعني ضمان بقاء أيّ معلومات شاركها العملاء مع الباعة عبر الإنترنت دون أيّ تغيير. مثل: الأسعار، والاتفاقات المبرمة، والتكاليف المالية الخاصّة بالسلع، واستخدام معلومات العملاء لغرض محدد فقط. بالإضافة إلى هذا، قد يؤدي تغيير أيّ جزء من البيانات إلى فقدان المشتري الثقة في أمان وسلامة المؤسسة التجارية عبر الإنترنت.
- التشفير الجيد:
التشفير هو عملية تجميع النصوص العادية وتحويلها إلى نماذج غير قابلة للقراءة. هذه العملية تساعد في حماية سرية البيانات الرقمية سواء المخزنة على أنظمة الكمبيوتر، أو المنقولة عبر شبكة مثل الإنترنت. وعندما يصل المستلم المقصود إلى الرسالة، تتمّ ترجمة المعلومات مرة أخرى إلى شكلها الأصلي، ويعتمد العملاء على البائع للحفاظ على بياناتهم آمنة ومأمونة. ولكن بمجرد انتهاك هذه الثقة، يصبح من العسير إعادتها، مما يجعل التشفير عملية ضرورية للغاية.
من جهةٍ أخرى، إنّ عدم تشفير المعلومات الشخصية وبيانات المعاملات المخزنة في المتجر الإلكتروني، يعني أنّ المخترِق يمكنه الوصول ليس فقط إلى الجزء الخلفي من المتجر، بل بإمكانه الوصول إلى كل شيء.
- صيانة وتحديث المتجر الإلكتروني:
تُشبه هذه العملية صيانة المباني والديكور وواجهات المحلات التي قد تصبح غير قابلة للاستخدام مع مرور الوقت، إذا لم يتمّ صيانتها بشكلٍ دوري. وهذا هو الحال إذا كانت التطبيقات والإضافات غير محدّثة، لأنّها تجعل موقع التجارة الإلكترونية هدفًا سهلاً. لهذا السبب، يحتاج الأمر ميزانية جيدة لتحديث موقع الويب، وتقنيات التشفير والحماية، وذلك بهدف تقديم المساعدة لإطالة عمر الموقع، وتوفير راحة البال والأمان التي يحتاجها العملاء.
- سوق انستغرام:
تلجأ متاجر الويب دائمًا إلى استخدام منصّة انستغرام لتوسيع نطاق عملها والوصول إلى شريحة أكبر من المستهلكين، حيث يوفر انستغرام طريقة رائعة للشركات للاستفادة من ذلك. لذا، في حال قمت بربط حسابك التجاري على الانستغرام بالفيس بوك، فلا بدّ من اتباع معايير الأمان عند التعامل مع العملاء كعدم نشر بياناتهم الشخصية على الملأ، والتعامل مع أرقام البطاقات والتحويلات المالية بصورة محترفة، لأنّ هذه المعايير ستضمن خصوصية العملاء في وسط منصّة اجتماعية.
تحديات العملاء والمشترين
- عدم الثقة في خصوصية وأمان التجارة الإلكترونية :
تُعد هذه أشهر تحديات العملاء التي يواجهونها في عمليات التجارة الإلكترونية، ومن أمثلة على ذلك:
-المواقع المزيفة: يمكن للمخترقين بسهولة وبدون تكلفة إنشاء إصدارات مزيفة من مواقع الويب الشرعية مما قد يضر بشكلٍ خطير بسمعة الشركة التي تمّ اختراقها وتقييماتها.
- سرقة البيانات والمعلومات الشخصية للعملاء، بما في ذلك العناوين والحسابات المصرفية وتفاصيل بطاقة الائتمان.
- البرامج الضارة والفيروسات وعمليات الاحتيال:
-تعتبر من أخطر الأضرار التي تلحق بالمواقع والمنصّات التجارية، فقد يقوم المهاجمون بإتلاف متجر الشركة عبر الإنترنت باستخدام هجمات الفيروسات الضارة.
-قد تقوم هذه البرامج الاحتيالية باختطاف أنظمة الكمبيوتر، ومحو جميع البيانات، ومنع الوصول إلى تفاصيل المنتجات، أو إعادة توجيه الروابط الضارة إلى أجهزة العملاء.
- عدم اليقين والتعقيد في المعاملات عبر الإنترنت:
دائمًا ما يواجه المتسوقون عبر الإنترنت حالة من عدم اليقين والتعقيد أثناء إنجاز المعاملات المالية الهامّة. هذه الأنشطة تشمل الدفع، وتسوية النزاعات المتعلقة بإتمام الشراء والتسليم. ولكن من جهةٍ أخرى، هذه الأنشطة قد تؤدي إلى وقوع هؤلاء المتسوقون في أيدي المحتالين، أو قد يخسرون أموالهم.
- الرسائل الإلكترونية المزعجة:
تعد رسائل البريد الإلكتروني أداة قوية تساعدك لتحقيق مبيعات أعلى، ولكنها تظل واحدة من المنصّات المستخدمة بكثرة لإرسال البريد العشوائي، وربّما الرسائل الخادعة. بالإضافة إلى هذا، تعتبر أيضًا نافذة مفتوحة لمرسلي البريد العشوائي والروابط المصممة لإلحاق الأذى بالعملاء، إذ تؤدي نقرة واحدة إلى وقوع عملية احتيال واسعة.
كيف تحمي نفسك عند الشراء عبر الإنترنت:
- بدايةً، قم بتحديث نظام التشغيل الخاص بجهازك أو بالتطبيقات الخاصّة بعمليات الشراء على هاتفك، ومن ثم قم بتأمين ملفاتك عن طريق تثبيت أحدث نظام تشغيل، وبرامج مكافحة الفيروسات.
- لا ترسل أبدًا بطاقتك الائتمانية أو معلوماتك المصرفية في بريدٍ إلكتروني، واحذر من إعطاء معلومات شخصية عبر الهاتف إلى شخص اتصل بك. علاوةً على ذلك، اتصل على رقم هاتف الشركة المنشور من خلال موقعها الرسمي.
- استخدام طريقة الدفع عند الاستلام إذا كانت متاحة:
- عند التسوق، من الأفضل استخدام بطاقة الائتمان الخاصّة بالتسوق عبر الإنترنت، لأنّها تجعلك أقل عرضة للخطر من بطاقة الخصم أو بطاقة الدفع المسبق. بالإضافة إلى هذا، راقب كشوف حسابك المصرفي، وبطاقتك الائتمانية بانتظام، حتى تتمكن من اكتشاف الرسوم الاحتيالية بسرعة.
- تسوق فقط من المتاجر الجديرة بالثقة، وكن حذرًا بشكلٍ خاص من الشراء من الأطراف الثالثة، خاصّة من خلال منصّات التواصل الاجتماعي مثل انستغرام أو فيس بوك.
- لا تشترِ أبدًا أيّ شيء من متجر على الإنترنت بدون تشفير آمن. وعادةً، تظهر أيقونة القفل المقفل على يسار عنوان URL في شريط العنوان مع بدايته برمز HTTPS، وهذا يعني أنّ الموقع يعتمد التشفير ويُعد آمنًا، وينطبق هذا أيضًا في المواقع غير المخصّصة للتسوق.