ما هي أنواع الإساءة عبر الإنترنت؟
علامات التنمر الإلكتروني
التنمّر الإلكترونيّ مؤذٍ وخطير، وعلينا جميعًا الحذر منه! بالنسبة لي، ومن خلال خبرتي الطويلة في العمل مع المراهقين والشباب، لاحظتُ بأنّ هذه الفئات العمرية في مجتمعنا تواجه مشاكل مختلفة، وأحد أخطر هذه المشاكل هو التنمّر الإلكترونيّ. لذا، يجب علينا اتخاذ حلول عاجلة لحلّ هذه المشكلة.
قد يكون التنمّر مرئيًا أو غير مرئي. فالاعتداء والعنف الجسدي يُعتبر من أشكال التنمّر المرئية والواضحة لجميع البشر. أمّا التنمّر غير المرئي فيتمثّل في التنمّر الإلكترونيّ. هذا الأخير لا يستطيع الآخرون رؤيته (خاصّةً أولياء الأمور). لذا، يُمكننا القول بأنّ التنمّر الإلكترونيّ هو حين يستخدم شخص ما التكنولوجيا لتوجيه رسائل خبيثة، و/أو تهديدية و/أو محرجة إلى شخصٍ آخر أو تكون هذه الرسائل عنه.
إحصائيات
أصبح العالم اليوم أكثر إدراكًا لهذه المسألة، وقد تمّ نشر العديد من الإحصائيات الدقيقة، والتي توضح لنا مدى الانتشار الواسع للتنمّر الإلكتروني بين المراهقين. فيما يلي بعض الإحصائيات المزعجة حول التنمّر الإلكتروني في المجتمع العالمي:
- 38% من ضحايا التنمّر الإلكتروني على استعداد للاعتراف به لذويهم.
- 80% من الأطفال يملكون هاتفًا جوّالًا وحسابات متعدّدة على وسائل التواصل الاجتماعي.
- 66% من الضحايا الإناث يشعرن بالضعف وقلّة الحيلة بسبب التنمّر الإلكتروني.
من خلال تجربتي الشخصية، أعتقد أنّ معظم المراهقين يفضّلون عدم التحدّث بهذه المشكلة، حتّى مع والديهم. اذ يعتبرون هذا الموضوع حسّاس وقد لا يستوعبه أولياء الأمور.
تقضي الخطوة الأولى بمساعدة المراهقتين في توضيح الموقف، وأن يقوموا باختبار ذاتي للتحقق من وجود مؤشّرات أو سلوكيات لا يفهمونها. يمكنهم البدء في طرح أسئلة أنفسهم. يمكنهم البدء بالإجابة على الأسئلة التالية لأنها الأكثر أهمية. شجعهم على أن يكونوا صادقين بقدر المستطاع:
- هل سبق لأيّ شخص أن نعتك باسم مسيء عبر مجموعات الدردشة ووسائل التواصل الاجتماعي؟
- هل أخبرك أحدهم بأنّك لا تستطيع مصادقته، أو أنّه لا يستطيع قبول طلب صداقتك مثلًا؟
- هل تلقّيت أيّ رسالة أو بريداً إلكترونياً تعرّضت بهم للمضايقة أو التهديد؟
- هل عاملك أحدهم بسخرية واستهزاء بسبب شكلك في الصور أو بسبب محتوى منشوراتك؟
- هل استخدم أيّ شخص معلوماتك الشخصية مثل (الاسم ، الصور، العمر، إلخ ...) ونسبها إلى نفسه؟
- هل قام أيّ شخص بنشر معلومات عنك دون ذكر اسمك، ولكنه كان يقصدك أنت؟
- هل أخبرت أحدهم عن أيّ من هذه الحوادث؟ لماذا ولمَ لا؟
- هل وقع أحد أصدقائك أو أشخاص آخرين من محيطك ضحيةً للتنمر الإلكترونيّ؟
- هل سبق لك أن قمت بتطبيق ما ورد أعلاه على شخص آخر؟
بالإضافة إلى هذا، سنتناول في هذا المقال الأشكال المختلفة للتنمر الإلكترونيّ، وكيفية مساعدة أطفالنا على مكافحته. بدايةً، سنقوم بعرض الرسائل المهمّة للمراهقين وأولياء الأمور التي يجب التركيز عليها، والتي ستؤثر على الطريقة التي نرى بها التنمّر الإلكتروني.
تذكّر الرسائل المهمّة
- التنمّر ليس بيولوجيًا ولا يولد بالفطرة مع أيّ إنسان .
- التنمّر عادة مكتسبة، ومؤذية، ويمكن ضبطها.
- ينتشر التنمّر في حال تأييده، أو عدم مواجهته والردّ عليه .
- التنمّر يشمل الجميع: متنمّرين، وضحايا، ومتابعين سلبيين.
- يمكن إيقاف التنمّر بشكل فعّال أو منعه كليًا.
وفي حين أنّ هناك العديد من الطرق المختلفة التي يتنمر بها الأطفال على الآخرين عبر الإنترنت، ولكنّ معظمها يقع في أربع فئات.
فيما يلي أكثر أشكال التنمّر الإلكتروني شيوعًا:
المضايقة
- استخدام الرسائل والبريد الإلكتروني لمضايقة الضحية أو تهديدها أو إحراجها، وذلك من خلال نشر إشاعات، أو تهديدات، أو رسائل تتضمن محتوى حسّاس، أو معلومات محرجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام.
- إنشاء حساب خاص على منصّات التواصل الاجتماعي لنشر معلومات تهدف إلى إذلال الضحية، أو إحراجها، أو إهانتها.
- نشر إشاعات أو أكاذيب عن الضحية على منصّات التواصل الاجتماعي أو المدوّنات.
انتحال الشخصية
إنشاء ملف شخصي شبيه بملف الضحية أو سرقة كلمة المرور الخاصّة بالضحية، ومن ثم نشر ملاحظات غير مهذّبة أو مؤذية، والدردشة مع آخرين باسم الضحية، وتغيير محتويات الصفحة الشخصية لتشمل محتويات غير لائقة مع الاحتفاظ بهوية الضحية، وذلك بهدف إهانة أصدقاء الضحية أو معارفه وإثارة غضبهم.
استخدام الصور الفوتوغرافية
- التهديد بمشاركة صور محرجة بهدف التحكّم بالضحية أو ابتزازه.
- نشر صور تتضمن محتوى حسّاس يتعلق بالضحية على مواقع خاصة بتبادل الصور ليتمكّن الجميع من مشاهدتها وتنزيلها.
النميمة أو المنشورات الغامضة عبر الإنترنت
نشر تغريدات أو منشورات مهينة دون ذكر اسم ضحية التنمر عليها بشكل مباشر. مع ذلك، فإنّ الضحية والمتنمّر وجميع المتابعين سيعرفون غالباً من هو الشخص المقصود.
لا يقتصر الأمر على الطرق المذكورة أعلاه. فنحن نعيش في زمن وعالم تكنولوجيّ سريع التغيّر، وستظهر طرق تنمّر جديدة. لذلك فان الخطوة الأهم هي فهم التنمّر وآثاره وكيفية التحصّن منه.
شجع أبنائك على القيام بالتالي:
توكيد الذات الإيجابي التي يستطيع الطفل والمراهق القيام بها من خلال القول:
أعد نفسي بأن:
- أطلب المساعدة عندما أتعرّض للتنمّر، أو أشعر وكأنني سأتعرّض للتنمّر.
- لا التزم الصمت أو أعاني بصمت وخوف.
- أقوم بإخبار شخص أثق به مثل شخص راشد، أو مدرّب، أو أستاذ.
- أقوم بالتعبير عن مشاعري لأنّ هذا حقّ من حقوقي.
- لن أكون مُتفرج سلبي أمام التنمر، وسأقوم بالأمور التالية:
- وقف أيّ إشاعة مؤذية سواءً على الإنترنت أو في الواقع متى أمكن ذلك.
- إخبار شخص راشد عندما أعلم بحياكة الخطط لمضايقة الآخرين.
- أنصح الضحيّة بتجاهل كل ما يقوله أو يفعله المتنمر وبالإبلاغ عن الحساب وبإعلام شخص راشد يثق به بما حصل.
شجع أطفالك والمراهقين على القيام بما يلي:
في حال علمت بأنّ صديقًا لك يمارس التنمّر الإلكتروني، تحدّث إليه على انفراد ودافع عن مبادئك ليعرف أن هذا الأمر مشين. ومن ثمّ اشرح له أيضًا بأنّ التنمّر قد يؤدّي إلى عواقب وخيمة على المتنمّر، وضحايا التنمّر، والمتابعين أيضًا أمثالك وأمثال أصدقائك.
شجع أطفالك والمراهقين على قول ما يلي:
انطلاقا مما ذكِر، أعد نفسي بأن:
- أحترم جميع زملائي.
- احترم مقتنيات الزملاء الأخرين، وخصوصيتهم، وغيرها.
- أعامل الآخرين كما أحب أن أعامَل.
ذكّر أطفالك والمراهقين بما يلي:
كن فخورًا بنفسك.
- لا تلم نفسك.
- كن جازمًا.
- ناقش الأمر مع أصدقائك، وأطلب المساعدة منهم.
- ُفكّر في سلوكك وتعلّم كيفية التعامل مع التحديات.
- تجاهل الأمر. لا تدع المتنمّر يعرف بأنك منزعج.
- تحدّث إلى شخص موثوق.
- قم بإجراء هذا الاختبار، واكتبه وعلّقه في غرفتك أو ضعه في جيبك أو أينما تراه مناسبًا، وردّده على نفسك عندما تحتاج إليه.
الخطوات التي تساعد الأطفال والمراهقين في مواجهة التنمّر الإلكتروني:
- التجاهل: عدم الرد على "المضايقات أو الإساءات اللفظية البسيطة" إن أمكن تفاديها. فالردّ عليها يشجّع المتنمّر على المواصلة.
- التسجيل: الاحتفاظ بنسخ من رسائل التنمّر.
- طلب المساعدة من الوالدين، أو أستاذ مفضّل، أو مدراء مدرسة، أو مستشارين.
- قطع الاتصال مع المتنمّر: حظر رقم هاتفه، وحسابه على الفيسبوك والإنستغرام، وغيره، حتى لا تتلقى مكالماته أو حتى رسائله. وفي حال تعذر حظره لسبب ما، فيمكنك دائمًا حذف رسائلهم دون فتحها.
- التبليغ: إبلاغ الموقع أو مزوّد خدمة الإنترنت، أو مزوّد خدمة الهاتف، أو مزوّد المحتوى، بحوادث التنمّر الإلكتروني.
وفي النهاية، كل ما تمّ ذكره أعلاه هو معلومات أساسية نحتاج إلى معرفتها حول التنمر الإلكترونيّ، والإجراءات التي يجب اتخاذها للحفاظ على أمن أبنائنا.