ما الذي يجب عليّ معرفته وعمله عندما يلعب طفلي ألعابًا إلكترونية عبر الإنترنت؟
عاداتنا على الإنترنت و صحتنا الذهنية
مع التطور التكنولوجي المستمر، من الطبيعي أن تتطور وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار، وأن تخلق عدداً مذهلاً من الطرق لإنشاء المحتوى وإيصال المعلومات. يبدأ تبادل المعلومات لحظة فتح الهاتف الذكي صباحاً، ويستمر على امتداد اليوم وصولاً إلى وقت متأخر من المساء. لقد غيرت التكنولوجيا طريقة تواصلنا وتفاعلنا بشكل كامل، بل غيرت أيضاً طريقة وعينا لأنفسنا وللآخرين.
فوائد وسائل التواصل الاجتماعي
لا شك في وجود جوانب إيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل الشعور بالانتماء وإمكانية التواصل مع أي شخص في أي مكان وأي وقت تقريباً. لقد أتاحت لنا وسائل التواصل الاجتماعي الوصول إلى المعلومات التي يمكن لها أن تفتح عقولنا وتنوع وجهات نظرنا.
وقد خلصت أبحاث عدة إلى أن لبعض المنصات تأثير إيجابي على الصحة الذهنية، لأنها تتيح فرصاً للتواصل وتشكيل الروابط لم تكن لتوجد دونها.
عيوب وسائل التواصل الاجتماعي
لكن هناك جانباً مظلماً لوسائل التواصل الاجتماعي أيضاً. فبحسب الباحثين، كلما قضيت وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي، زادت احتمالية تعرضك لمشاكل الصحة الذهنية. وقد شرعت عدة دراسات في فحص العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأمراض المختلفة أو الاضطرابات النفسية.
يُعدّ الربط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصحة الذهنية جديداً ومعقداً نسبياً كمادة للدراسة، لأن الواقع التكنولوجي يتطور على الدوام. وعلى الرغم من إظهار بعض الدراسات جوانب إيجابية لاستخدام الإنترنت، يبدو أن هناك دراسات متزايدة تدعم الأطروحة المعاكسة. وفي كلتا الحالتين، لا يمكن تجاهل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأشخاص والمنظمات والمجتمعات.
الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي
إذا شعرت بأن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر على مشاعرك، فاعلم أنك لست الوحيد. لقد لاحظ علماء النفس والأطباء النفسيون والعاملون في مجال الصحة زيادة حادّة في عدد المرضى الذين أشاروا إلى تأثرهم السلبي بنشاطهم على الإنترنت.
وتنبع الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل أساسي من المقارنات التي نجريها على هذه المنصات مع أشخاص أكثر حظاً على الصعيد الاجتماعي. فهذه المقارنات تؤدي إلى تقليل احترام الذات، وتزيد من خطر الاكتئاب والقلق والعواطف والسلوكيات غير الصحية الأخرى.
يجب الانتباه أثناء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى الأمور التالية:
- تراجع احترام الذات.
- أعراض الاكتئاب، أو الاكتئاب.
- الشعور بالدونيّة.
- المقارنات غير المتوازنة بالآخرين.
- التركيز على الإخفاقات، أو الشعور بالضيق أمام صور أو منشورات الآخرين على الإنترنت.
- الشعور المتكرر بالحسد عند النظر إلى منشورات الآخرين.
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كنشاط رئيسي للمتعة والترفيه.
- الشعور بالابتعاد عن الأصدقاء أو العائلة، والشعور بالانفصال عنهم أثناء اللقاءات الشخصية.
- فقدان القدرة على التركيز.
- الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي.
- القلق الاجتماعي المتزايد أو غير المعتاد أثناء التواصل الشخصي مع الآخرين.
- الشعور بضرورة نشر جميع النشاطات اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي.
- المشاعر السلبية التي توصف بـ"الخوف من تفويت الفرصة" (FOMO) أثناء أو بعد التحقق من أنشطة الآخرين على الإنترنت.
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوعي أو بدونه لتجاهل المشاعر السيئة أو قمعها.
- فقدان التركيز والأعراض الأخرى لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
- النوم المضطرب أو غير المنتظم.
- زيادة التعب أو الإجهاد أثناء أو بعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
خلاصة القول، اسأل نفسك هذا السؤال: كيف تشعر حقاً قبل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأثناءه وبعده؟ هل تشعر بالغيرة والضيق والعصبية والتوتر؟ إذا وجدت أن نشاطك على الإنترنت يؤثر سلباً على تقديرك لذاتك، فربما حان الوقت للنظر مرة أخرى في استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي.
الجانب المشرق لوسائل التواصل الاجتماعي
إذا كنت تتساءل عن الطريقة الأفضل لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تكمن في إيجاد العناصر التي توسع إدراكك وعالمك وتمنحك في الوقت ذاته شعوراً بالسلام الداخلي والتعاطف مع الآخرين.
استخدم وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح لك:
- الحضور في مجموعات تقدم لك المعلومات وتثقفك حول الأحداث أو المواضيع التي تهمك. استخدم هذه الأوساط للعثور على المقالات والدراسات والمصادر التي تساعدك على تعزيز حياتك الحقيقية.
- تعزيز وإثراء علاقاتك الشخصية الحقيقية، عبر التعليقات والرسائل والانطباعات الإيجابية.
- أن تكون مواطناً فاعلاً! أي أن تنخرط في القضايا التي تؤمن بها أو تتوافق مع رؤيتك وقيمك، أو أن تنشط من أجل قضيتك الخاصة. استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال رسالتك.
- تعزيز حسن النية والتعاطف والدعم، عن طريق نشر محتوى وتعليقات إيجابية وبناءة ومفيدة حول محتوى الآخرين ومنشوراتهم.
- البحث عن المعلومات والأفكار من مصادر موثوقة، لمعرفة المزيد عن نفسك وعن العالم من حولك، لكي تتطور وتنضج وتعيش حياة أفضل.
لا أحد يعلم كيف سيكون شكل المنصة التالية أو التأثير الذي ستحدثه، ولكن هناك أمر واحد مؤكد: وهو أن وسائل التواصل الاجتماعي ستظل موجودة، وأنها تغير شكل الحياة. في المرة المقبلة التي ستستخدم فيها وسائل التواصل الاجتماعي لمشاهدة شيء ما أو لنشر عمل إبداعي أو المشاركة أو التعليق أو المبادرة، راقب كيفية تأثيرها على صحتك الذهنية. الأمر متروك لك إن كنت راغباً في تجنّب شراك وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها بدلاً من ذلك لتكون في صالحك وتزيد سعادتك.