ما الذي يجب عليّ معرفته وعمله عندما يلعب طفلي ألعابًا إلكترونية عبر الإنترنت؟
الخرافات والحقائق حول الألعاب الإلكترونية
ما هي اللعبة الإلكترونية العنيفة؟
الألعاب الإلكترونية العنيفة أو ألعاب الفيديو العنيفة شائعة بين الراشدين والأطفال، ويمكن الحصول عليها بكل سهولة بغض النظر عن عمر الشخص. لا بدّ من الإشارة إلى أن "اللعبة الإلكترونية العنيفة" مصطلح غامض وواسع بحيث قد يشمل ألعابًا مثل Pac Man أيضًا.
تختلف الألعاب الإلكترونية عن البرامج التلفزيونية والأفلام. فهي تتطلّب تفاعلًا وليس مشاهدة فحسب. بحسب تعريفي "للألعاب الإلكترونية العنيفة" نتيجة خبرتي في هذا المجال، فهي تلك التي تصوّر العنف على أنه أفضل طريقة أو الطريقة الوحيدة لحل خلاف ما. في المقابل، يعرّف قانون كاليفورنيا "اللعبة الإلكترونية العنيفة" في 150 كلمة على أنها، "مجموعة الخيارات المتاحة للاعب في لعبة إلكترونية منها قتل إنسان، أو جرحه، أو بتر أعضائه، أو الاعتداء عليه من خلال صورة تمثّله".
هل تساهم الألعاب الإلكترونية في السلوك العدائي؟
من الصعب الإجابة على هذا السؤال. إنّ الطبيعة التفاعلية لألعاب الفيديو العنيفة تؤدّي إلى سلوك عنيف، ونخص بالذكر المراهقين الذين لديهم ميل مسبق إلى التصرّف بهذا الشكل أو من يجدون صعوبة في فصل الخيال عن الواقع. تركز معظم الدراسات حول الرابط بين استخدام الألعاب الإلكترونية العنيفة والسلوك العدواني.
تشير بعض الدراسات إلى أن ألعاب الفيديو تنقسّم بكل سهولة إلى فئتين: الألعاب العنيفة والألعاب الاجتماعية التي تنقسم بدورها إلى" ألعاب انطوائية وألعاب اجتماعية مناسبة للأطفال". مع ذلك، فإن الكثير من الألعاب اليوم يتضمن محتوى عنيفًا واجتماعيًا في آن.
في المقابل، كثيرة هي الدراسات اليوم التي لم تجد رابطًا واضحًا بين أثر الألعاب العنيفة والسلوك العدائي، ولا يزال الجدل حول ما إذا كان السلوك العدواني ينتقل إلى الواقع قائمًا منذ سنوات.
توصّلت بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين كانوا يلعبون هذه الألعاب أصبحوا أكثر عدائية مع الوقت، لكن، بحسب الطرق التقليدية المعتمدة لتحليل هذه الأرقام، سلوكهم لم يتغيّر إلى حد كبير. فالأثر لم يكن كبيرًا، لا بل كان برأيي بسيطًا نسبيًا.
لا بدّ من التنبّه إلى أن العنف الرقمي هو أحد العوامل المسبّبة للعدوانية. لعلّه ليس الأكثر خطورةً ولا الأقل خطورة، لكنه يستحق أن يؤخذ في الاعتبار.
لماذا ابتكرت هذه الألعاب؟
فقد ابتكرت هذه الألعاب بكل بساطة لتلبية طلب أو حاجة ما.
يهوى ملايين اللاعبين القتل، والضرب بالسيف، والذبح. بالرغم من شناعة مثل هذه الميول، إلا أنه يمكن اعتبارها جزءًا من عدوانيتنا ورغباتنا الدفينة التي تمكنا من تفريغها في العالم الإفتراضي، حيث لا يوجد موت حقيقي أو أبدي، ويمكن دومًا العودة إلى الحياة. غالبًا ما يكون العنف المحرّك الأساسي لإحراز تقدّم والحصول على جوائز في الألعاب، الأمر الذي يكشف عن غياب واضح للمخيّلة.
- الخرافة الأولى: لا توجد دراسات تؤكّد على وجود رابط بين لعب الألعاب الإلكترونية العنيفة والسلوك العدواني الخطير.
- الحقيقة: اقترنت زيادة نسبة استخدام الألعاب الإلكترونية العنيفة بوقوع جرائم ليس كبيرة، وشجارات في المدارس، وغيرها من المشاكل ذات الصلة.
- الخرافة الثانية: إن العنف الناجم عن الألعاب الإلكترونية غير الواقعية آمنة تمامًا للمراهقين والشباب الأكبر سنًا.
الحقيقة: غالبًا ما يخطئ الأهل في اعتقادهم بأن العنف الرقمي آمن للأطفال، لكن الدراسات تبيّن أن اللجوء إلى هذه الألعاب يزيد من مستوى العدوانية. - الخرافة الثالثة: إن آثار ألعاب الفيديو العنيفة لا تذكَر.
الحقيقة: يتعرّض الأطفال لمستويات عالية من العنف في ألعاب الفيديو مما يزيد من عزلتهم الاجتماعية. - الخرافة الرابعة: إن كانت الألعاب الإلكترونية العنيفة تؤدّي إلى زيادة العدوانية، لازدادت معدّلات الجريمة في الولايات المتحدة بدل أن تتراجع.
الحقيقة: تشكّل ألعاب الفيديو العنيفة عاملًا من أصل عوامل كثيرة تساهم في العنف الاجتماعي.
قد ينمو لدى الأطفال الذي يلعبون الألعاب الإلكترونية العنيفة شعور باللامبالاة تجاه العنف، فيقلّدون أعمال العنف ويظهرون سلوكًا أكثر عدوانيةً، وقد تكون الصور العنيفة أكثر تأثيرًا على الأطفال الصغار ومن يعانون مشاكل في التعلّم أو مشاكل سلوكية عاطفية.
هناك مخاوف من أثر ألعاب الفيديو على اليافعين الذي يفرطون في اللعب. لذلك، لا بدّ من مراقبة أطفالنا حين يلعبون والإنتباه إلى السلوك الذي ينعكس عليهم من العالم الرقمي.
تمثّلت العوارض الثلاثة الناجمة عن الألعاب في العُصابية الحادة (أي الغضب والاكتئاب، والانفعالية الزائدة، وسرعة تقلّب المزاج)، والفتور (أي البرود واللامبالاة بالغير) وقلّة الوعي (أي الميل إلى التصرّف دون تفكير، وعدم الإيفاء بالوعود، ومخالفة القواعد).
تزيد بعض المواقف من استخدام الألعاب الإلكترونية العنيفة مثل وضع أجهزة تشغيل الألعاب والكمبيوترات في غرف نوم الأطفال والسماح لأشقائهم الأكبر سنًّا بمشاركتهم اللعب. إن الأطفال الذين كانوا يلعبون في أغلب الأحيان ألعابًا إلكترونية مع أشقائهم الأكبر سنّا كانوا أكثر عرضة بمرّتين من الأطفال الآخرين للعب ألعاب مصنّفة للبالغين.
أصبحت الألعاب الإلكترونية وغيرها من الأنشطة التي تتم عبر الانترنت منتشرة جدّا بين الشباب إلى حدّ أنها تحولت إلى الطريقة التي يبني بها اليافعون علاقات اجتماعية مع الآخرين.
.
- عدم المشاركة كما يجب في النشاطات الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة وتراجع المهارات الاجتماعية
- تراجع المستوى العلمي
- مطالعة أقل
- تراجع النشاط البدني والبدانة
- االقلق وإضطرابات النوم
- الأفكار والسلوكيات العدوانية
إن لعب الألعاب المناسبة لعمر الطفل باعتدال قد يكون ممتعًا وصحّيًا، لأن بعض الألعاب الإلكترونية تعزز عملية التعلّم وحل المشكلات وتساعد على تطوير التناسق والمهارات الحركية الدقيقة.
كيف يجب على الأهل الإشراف على أطفالهم في ما يخص ألعاب الفيديو؟
غالبًا ما يمضي المراهقون وقتًا أطول من الأصغر سنّا في اللعب. لقد أصبحت الألعاب الإلكترونية اليوم أكثر تطوّرًا وواقعيةً، وبعضها يمكن وصله بالانترنت بحيث يتيح التواصل والتفاعل بين الأشخاص على الشبكة.
يقيّم مجلس تقدير البرمجيات الترفيهية (ESRB)، من جهته، الألعاب الإلكترونية التي تباع في المتاجر ويقدّر مدى ملاءمتها للأطفال والمراهقين. تظهر هذه التقديرات بشكل بارز على غلاف اللعبة.
قد يصبح الأطفال والمراهقون متعلّقين إلى حد الإفراط بالألعاب الإلكترونية، بحيث قد يجدون صعوبةً في ضبط عدد الساعات التي يمضونها في اللعب الذي يمضونه في اللعب. فيعترضون بالتالي على محاولات ذويهم الحد من وقت اللعب.
- منع ألعاب الفيديو للأطفال ممن هم في مرحلة الحضانة.
- الاطّلاع على تقييم مجلس تقدير البرمجيات الترفيهية لاختيار الألعاب المناسبة من حيث المحتوى ومستوى النمو.
- مشاركة أطفالهم في لعب الألعاب الإلكترونية لمشاطرتهم التجربة ومناقشة محتوى اللعبة.
- وضع قواعد واضحة بشأن محتوى اللعبة ووقت اللعب داخل المنزل وخارجه.
- مراقبة تفاعلات الأطفال على شبكة الإنترنت وتحذيرهم من المخاطر المحتملة.
- تطبيق قيود على إجمالي الوقت الذي يمضونه في اللعب.
- الحرص على أن يلعب الأطفال الألعاب الإلكترونية بعد إنجاز الواجبات المدرسية والمهام المنزلية.
- تشجيع الأطفال على المشاركة في أنشطة أخرى، ولا سيما الأنشطة البدنية.
إن استمرّت لديك المخاوف بشأن عادات طفلك على صعيد الألعاب الإلكترونية أو إن كان طفلك يواجه مشاكل في المزاج أو السلوك، استشر طبيب أطفالك أو المرشد التربوي في المدرسة لمساعدتك على إحالة الطفل إلى طبيب نفسي مختص.