كيف أتعامل مع الرسائل أو التعليقات السلبية التي تصلني عبر الإنترنت؟
الإقصاء الاجتماعي في الفصول الدراسيَّة عبر الانترنت
لماذا يُعدّ شعور الطالب بالانتماء إلى بيئة التعليم على الإنترنت أمراً هامّاً؟
ازدادت أهميّة تشجيع الطلاب على بناء الشعور بالانتماء إلى المدارس وكذلك الانتماء إلى بقيّة المجتمع لأنه لا يُمكن فصل دوافع التحصيل العلميّ في المدرسة عن النسيج الاجتماعي الكامن فيها. ويعتمد شعور الطالب بالانتماء في المدرسة أو الفصل الدراسيّ على كيفيّة قبوله شخصيّاً واحترامه ودعمه من جهة أقرانه ومعلّميه والآخرين. لذلك، وبهدف تعزيز الأداء الأكاديميّ لجميع الطلّاب، يتوجب علينا السعي إلى هدفٍ واحد ألا وهو تمتّع الطلّاب بإحساس قوي بالانتماء للمدرسة.
يُعرف الشعور بالانتماء بمدى شعور الطالب بالقبول الشخصيّ والاحترام والشمول والدعم من جهة الآخرين، وخاصّةً المعلمين وغيرهم من البالغين في البيئة الاجتماعيّة بالمدرسة، ورقميّاً أيضاً في الآونة الأخيرة.
يُعدُّ فهم الانتماء أمراً بالغاً في الأهمّية في أوساط المعلّمين. إذ يسمح لهم بالتخطيط لممارسات فعّالة لدعم الطلّاب في الفصل الدراسيّ وعلى مستوى المدرسة.
وفقاً للمجلس الأستراليّ للبحوث التربويّة (ACER)، حين يشعر الطلّاب بأنّهم جزءٌ من مجتمعٍ مدرسيّ أو فصلٍ دراسيّ، فإنهم سيشاركون بحماسٍ في الأنشطة الأكاديميّة وغير الأكاديميّة. تُظهر الأبحاث أنّ الطلّاب الذين يتمتّعون بشعور عالٍ بالانتماء في المدرسة يبذلون عموماً المزيد من الجهد ويدرسون بحماسٍ أكبر.فعندما نقوم بمشاركة الطّلاب وانجازاتهم، نكون قد عزّزنا مشاعر الانتماء إلى المدرسة . من جهةٍ أخرى، إنّ انخفاض الشعور بالانتماء يعكس سلوكيّات سلبيّة، وربما تكون معادية للمجتمع أو جانحة. يمكن أن تشمل سوء السلوك أو تعاطي المخدّرات والكحول في المدرسة أو العنف أو التسرّب من المدرسة.
بصفتي معلّماً، كيف يمكنني اذاً معرفة ما إذا كان طلّابي يتعرّضون للإقصاء في البيئة التعليميّة عبر الإنترنت مثل الفصول الدراسيّة أو المنتديات الأخرى؟
قد يشعر الطّلاب الّلذين يتمّ إقصاؤهم من جهة الآخرين على منصّات الإنترنت، مثل فيس بوك أو منصّات أخرى، بالاستياء كما لو تمّ إقصاؤهم شخصيّاً. وقد يتوقّع معظم الناس أنّ التجاهل أو الرفض عن بعد مثل الإنترنت لن يضرّ بقدر ما يفعل الرفض الشخصيّ. ولكن قد يسبّب الإقصاء عبر الإنترنت ردود فعل نفسيّة مماثلة لما يحدث مع الإقصاء وجهاً لوجه.
هناك العديد من المؤشرات التي يُمكنكَ مراقبتها والتي تُظهر لك حدوث الإقصاء الرقميّ في فصلك:
- يتجنّب الطالب التواصل حتى لو كان بسيطاً أثناء الفصول الدراسيّة.
- يحاول الطالب دائماً الخروج من الفصل واختلاق الأعذار
- يتجنّب الطالب المشاركة في أنشطة أخرى خارج الفصل الدراسيّ عبر الإنترنت
- يفضّل الطالب البقاء في نفس مجموعة العمل عبر الإنترنت ويرفض تغيير المجموعات أو الانضمام إلى طلّاب آخرين
- لا يُقدم الطالب واجباته المدرسيّة على النحو المطلوب
- لا يعتبر الطالب نفسه جزءاً من الفصل أو المدرسة
- يرفض الطالب الكلام والمشاركة مع الطلاب الآخرين
- لا يوافق الطالب أو يشارك مطلقاً في الاتفاقيات التي يبرمها طلّابٌ آخرون.
- تغيُّر أداء الطالب الأكاديميّ وسلوكه الروتينيّ بشكل مفاجئ
ينبغي مراقبة هذه العلامات بشكل جماعيّ أو فرديّ لأن معناها يمكن أن يتغير وفقاً لكلّ طالب، كما يجب عليك كمعلّم أن تتحقق دائماً حين ترى هذا النوع من العلامات.
بعد ملاحظة هذه العلامات ما الذي يمكنني فعله لمنع طلابي من الشعور بالعزلة والرفض من قبل الآخرين؟ كيف يمكنني التأكد من أنّ جميع الطلاب مشمولون في بيئة التعلّم عبر الإنترنت؟
- عرّف عن نفسك، وقم بتسجيل ملاحظات شخصية عن فصلك في كل عام. عدّل منهجك التعليميّ ليناسب طلّابك. تعرّف على طلّابك واحفظ أسماءهم بأسرع وقتٍ ممكن وقبل الدرس الأول، واحفظ صورهم أيضاً إذا كان لديك حق الوصول اليها.
- أنشئ قنوات اتّصال مفتوحةً وهادفةً بينك وبين الطلّاب كي يكتسبوا إحساساً بالتواصل معك كإنسان وليس كمعلّم فقط. يحتاج الطلّاب إلى الشعور بالارتباط كأناسٍ حقيقيين بأولئك الذين يتفاعلون معهم عبر الإنترنت لتنمية مشاعر الثقة والتقدير والأهميّة.
- استخدم أنشطة كسر الحواجز عبر الإنترنت لتشجيع الطلّاب على التعارف والتفاعل في البيئة الافتراضيّة.
- شجّع العمل الجماعي: اعتمد على التواصل والتعاون بين الطلاب كجزء من تقييم المهام، مثل تقييم الزملاء والمجموعات.
- أعط الأولويّة للعلاقات الجيدة بين المعلّم والطالب: جدول ساعات العمل أو أوقات الاجتماعات الفرديّة. تأكّد من التعرّف على طلّابك وامنحهم مساحةً لمناقشة احتياجاتهم وأسئلتهم الفرديّة.
- وفّر "قاعة للطلّاب" عبر الإنترنت أو شجّع الطلّاب على استخدام سكايب أو فيسبوك أو مواقع أخرى للتفاعل خارج الدروس الرسميّة
- تواصل بانتظام مع الطلّاب عبر الإعلانات المدرسية قم بالانخراط في منتديات المناقشة مع الطلّاب.
- عزّز احترام التنوع العرقي، ولا تتسامح مع التمييز
- شجّع على مشاركة الوالدين في المدرسة لبناء روابط اجتماعية بين المنزل والمدرسة
- أخلق ثقافة القبول بين الطلاب
- قدّم الدعم العاطفيّ للطلّاب وتعامل بإحساسٍ مرهفٍ مع احتياجاتهم ومشاعرهم،وافهم وجهة نظرهم وأظهر اهتماماً بهم
- تحدّث بصراحة عن معنى الإقصاء الاجتماعيّ الرقميّ، وتأكّد من أنّهم يفهمون كم هو حقيقيّ
هذه بعض التقنيات التي يمكنك استخدامها لإنشاء بيئةٍ إيجابيّةٍ وداعمةٍ عبر الإنترنت. لكن يجب أخذ العلم أنّ تطبيقها كاملةً لا يعتبر أمراً سهلاً، ولكن يمكنك البدء خطوة بخطوة وسترى اختلافاً في التفاعلات بين طلاّبك.
لننتقل إلى الخطوة التالية، ما الذي يجب عليّ فعله حين يتم إقصاء طالب اجتماعيّاً من قِبل طلّاب آخرين عبر الإنترنت؟
يُمكنكَ اتّخاذ العديد من الخطوات للتدخل عندما يواجه أيّ طالب الإقصاء:
- التحقيق في المشكلة قبل إصدار أيّ حكم أو تحليل شخصي
- التعامل الفوريّ مع أيّ حالات تنمّر أو مسائل مماثلة تحدث في الفصل الدراسيّ عبر الإنترنت إن وجدت. كما يجب التحدّث عنها مع الطلّاب وأولياء الأمور لأنّ الإقصاء الاجتماعيّ الرقميّ يُعتبر شكلاً من أشكال التنمّر
- تدريب الطلّاب الذين يتعرّضون للإقصاء ومساعدتهم على تعزيز مهاراتهم في حلّ النزاعات، ومن ثمّ تقديم إرشادات حول المواقف التي قد يواجهونها ونصائح حول كيفيّة التعامل معها.
- ترتيب الفرص للسماح للطلاب في الفصل بالعمل معاً نحو مصلحة مشتركة بهدف تقوية روابطهم وشعورهم بالانتماء إلى الفصل، من أجل تنمية شعورهم بالقبول وبناء أرضية مشتركة للعمل معاً.
- تشجيع الطلّاب على إرسال ملاحظات إيجابيّة حول أقرانهم في كل فصل، وتعليمهم كيفيّة الاندماج مع أقرانهم ودعمهم.
- التحدّث إلى أولياء أمور جميع الطلاب وحثّهم على مراقبة سلوك أبنائهم وتشجيع الشموليّة في الفصل بهدف مساعدتك على مراقبة أي سلوك سلبيّ على وسائل التواصل الاجتماعيّ وداخل الفصل الدراسيّ عبر الإنترنت.
يُعدُّ الشعور بالانتماء عاملاً هامّاً للعديد من الطلّاب، ولكن ليس جميعهم. فبالنسبة للبعض، يمثل التعلّم عن بُعد فرصةً لتجنّب التواصل الاجتماعيّ أثناء التعلّم ويجب علينا احترام هذا الخيار.
ويعدُّ تصميم بيئة تعليمية ذات طبقاتٍ متعددة للمشاركة أمراً أساسيّاً، كي يتمكّن الطلّاب من اختيار مستوى تفاعلهم مع الآخرين.