استخدام خدمات الدفع عبر الإنترنت

قديماً كانت المعاملات المالية تَتُمّ بطريقة لا تختلف كثيرا عن هذه الأيام من حيث المبدأ العام، لكن بماهية مختلفة ومناسبة لمتطلبات وأدوات العصر المتوافرة حينها، فكان يتواصل البائع والمشتري ويتّفقان على تبادل السلع أو الخدمات أو المعلومات أو غيرها من الأمور القيّمة. ومع مرور الوقت ووجود الدول والإمبراطوريات، تطوّر تبادل السلع وبدأ انتشار مفهوم تبادل البضائع مقابل المال أو مادة ذات قيمة متّفق عليها مثل الذهب أو الفضّة. 

استمرت هذه العمليّة في التطور على مرّ السنين، خاصّةً بعد إنشاء المصارف وإدخال عملات معدنية وأوراق نقديّة ذات قيمٍ مختلفة. 

ثمَّ في السنوات الأخيرة بدأ انتشار الإنترنت وخدمات التجارة الإلكترونيّة، مما تطلّبَ حدوث ابتكارات في طرق الدفع وذلك بسبب التحدّيات التي يفرضها التحوّل الرقميّ والعالم الافتراضيّ، وبالتالي تمّ ابتكار طرق جديدة ومبتكرة للدفع عبر الإنترنت سواء من جهة المصارف أو شركات التجارة الإلكترونيّة الرائدة. 

إنّ الهدف الرئيسي لهذه الخدمات هو تلبية احتياجات العملاء لطرق دفع سريعة وآمنة وسلسلة في الاستخدام حيث يُمكنهم الدفع مقابل السِلَّع أو الخدمات التي يطلبونها عبر الإنترنت. 

خدمات الدفع عبر الإنترنت: 

تعمل هذه الخدمات دون الحاجة إلى إدخال تفاصيل البطاقة أو المعلومات الشخصيّة، بل باستخدام طرق الدفع المخزّنة أو طريقة معالجة من الطرف الثالث لتسريع عملية السداد. تتوافر مجموعة من خدمات الدفع عبر الإنترنت حول العالم بخصائص مختلفة توَفِّر للمستخدمين مرونة في اختيار طريقة الدفع المناسبة لهم. مثال خدمات الدفع عبر باي بال(PayPal) وأمازون باي (Amazon Pay) وأبل باي (Apple Pay) وغوغل باي (Google Pay) 

الحوالات المصرفيّة: 

مع انتشار البطاقات الإلكترونيّة بشكلٍ كبير في عصرنا هذا ر، لا يزال البعض يفضّل استخدام الحوالات المصرفيّة لتسوية فواتيرهم عبر الإنترنت وذلك عن طريق تحويل الأموال مباشرةً من حساباتهم المصرفيّة، دون الحاجة إلى الكشف عن أي معلومات تتعلّق بالبطاقات أو أيّ خدمة ماليّة على الإنترنت. وتُعدّ طريقة الدفع هذه الأكثر أماناً حيث لا تتطلّب الكشف عن أي تفاصيل ماليّة للتاجر لإجراء عمليّة الشراء. 

البطاقات مسبقة الدفع: 

تشبه البطاقة الإلكترونية من حيث الشكل والوظيفة، ويُصدرها مصرف أو شركة بطاقات إلكترونيّة ويتُمّ تعبئتها بمبلغٍ معيّن من المال. غالباً يتمُّ استخدمها من قِبل اليافعون أو المتسوّقون على الإنترنت اللذين لا يملكون حساباً مصرفياً. تحظى هذه البطاقات مسبقة الدفع بشعبيّة كبيرة في قطاع الألعاب، حيث تميل شركات الألعاب إلى بيع هذه البطاقات المليئة بالعملة الرقميّة وتُعدّ هذه البطاقات آمنةً لأنّ حدَّ الإنفاق فيها مرتبط بالمبلغ المودَعّْ، وبمجرّد الوصول إلى الحدّ ستكون البطاقة عديمة الفائدة ما لم يتمُّ إعادة تعبئتها. 

بطاقات الهدايا: 

على غرار البطاقات المدفوعة مسبقاً، تحتوي بطاقات الهدايا على أموالٍ محدودة، ويُصدرها بشكلٍ أساسيّ بعض من المحلات التجارية بهدف التسويق والانتشار لمنتجاتهم وخدماتهم أو يصدرها تجار التجزئة، وتُستَخدَّم على نطاق واسع لتحلَّ محلّ الهدايا التقليديّة. كما أنّها تُستخدم غالباً في حلقةٍ مغلقةٍ من المتاجر التي تعود إلى نفس الشركة أو مجموعة البيع بالتجزئة. وتختلف هذه البطاقات عن البطاقة المدفوعة مسبقاً بأنها لا يمكن إعادة تعبئتها. 

المحفظة الإلكترونيّة (محفظة المحمول): 

يتم تثبيت تطبيق المحفظة الإلكترونية على الهاتف المحمول ويسمح هذا التطبيق بتخزين القسائم والأموال والبطاقات والإيصالات الرقميّة مثل المحفظة الجلديّة. ويتمُّ توفير هذا التطبيق بشكلٍ أساسي من المصرف الذي تتعامل معه، أو يتمُّ تعبئتها باستخدام بطاقة الائتمان أو بطاقة الخصم. 

بمجرد تثبيت التطبيق، يُسمَح للمستخدم بالدفع عن طريق هاتفه المحمول عند القيام بعمليات الشراء على الإنترنت وخارجها. ويتمّ ذلك باستخدام التقنيات اللا تلامُسيّة المتوفّرة في الهواتف الذكية مثل NFC (اتّصال المجال القريب) والموجات الصوتيّة ورموز QR. 

العملات الرقميّة: 

النقود الرقميّة، أو العملة الرقميّة، هي أيّ شكل من أشكال العملة النقدية الموجود إلكترونيّاً فقط. تُتيح هذه التقنية الحديثة استخداماً أكثر أماناً وسلاسةً للأموال الرقميّة، إذ يمكن تحويل الأموال الرقميّة وتبادُلها باستخدام تقنيّات مثل بطاقات الائتمان والهواتف الذكيّة وأسواق العملات الرقميّة عبر الإنترنت. 

وهناك أيضاً شكل   مشهور من أشكال النقود الرقميّة ألا وهو العملات المشفّرة التي هي شكلٌ من أشكال النقود الرقميّة التي تتمُّ إدارتها عبر شبكة بلوكتشين (Blockchain). وأهمّ العملات المشفّرة هي بيت كوين (Bitcoin) وإيثيريوم(Ethereum) وريبل(Ripple) وليت كوين (Litecoin) وجميعها مقبولة في معاملات معيّنة ويختلف طرق استخدامها وفقاً لقوانين البلد التي تتم بها المعاملات. 

طرق الدفع المتوفّرة في قطر:  

تختلف طرق الدفع عبر الإنترنت من بلدٍ إلى آخر، حيث قد يتمُّ تنظيمها وفقاً لقوانين الدولة بالإضافة إلى قبول المجتمع لهذه الخدمة وتوافرها. في قطر يتوفّر عددٌ كبيرٌ من خدمات الدفع عبر الإنترنت والتي يمكن للمواطنين استخدامها: 

• الدفع بالبطاقات مسبقة الدفع (بطاقة الائتمان). 
• الدفع عبر الحوالات المصرفيّة. 
• الدفع عبر شركات التحويل (ويسترن يونيون وغيرها). 
• الدفع عبر مواقع خاصّة (باي بال). 
• الدفع عبر تطبيقات الهاتف مثل تطبيق سداد لحلول الدفع. سداد هو تطبيق معروف للدفع عبر الهاتف المحمول، ويُستَخدَم لتحويل الأموال إلكترونيّاً في قطر، بناءً على المعايير الدوليّة. 

ما هي طرق الدفع عبر الإنترنت التي ينبغي عليك استخدامها؟ 

مع توفّر تشكيلة واسعة من طرق الدفع عبر الإنترنت، قد تحتار حول أيّ منها ينبغي استخدامها ومتى ولماذا؟ 

يعتمد كلّ ذلك على حجم أنشطتك عبر الإنترنت ومدى معرفتك بطرق الدفع عبره، حيث يمكن اعتبار استخدام أيّ من هذه الخدمات آمناً إذا تمّت إدارتها بشكلٍ صحيح، بينما يمكن اعتبارها مصدراً للمخاطر والتهديد إذا أُسيئت إدارتها. 

لذلك يُعدُّ اتّخاذ الإجراءات الأمنيّة المناسبة أثناء إجراء المعاملات عبر الإنترنت أمراً شديد الأهميّة. ويُمكنك تأمين حساباتك على الإنترنت عبر: 

• استخدام كلمات سرّ قويّة. 
• استخدام حسابات مختلفة لكلّ موقع. 
• استخدام المصادقة متعدّدة العوامل. 
• تفعيل تنبيهات الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني. 
• تفعيل كلمة السرّ التي تستخدم للمرة الواحدة على بطاقات الائتمان أو بطاقات الخصم. 
• الطلب من مصرفك بطاقة مخصّصة للمدفوعات عبر الإنترنت. 
• استخدام (باي بال) أو أيّ خدمة مشابهة. 
• التأكّد من أنّ الموقع الذي تشتري منه آمن. 
• التحقّق من شروط المواقع والاتّفاقيات والسياسات وسياسة حلّ الخلافات. 
• التحقق من إمكانية تَتبُع طلبك أثناء الشحن. 

وفي حالة تخطيطك لتشغيل بوابة تجارة إلكترونيّة خاصة بك، يجب أخذ اعتبارات أخرى مثل معرفة جمهورك المستهدف، وخدمات الدفع عبر الإنترنت المتاحة والمسموح بها في بلدانهم، وكذلك خيار الدفع المفضّل لديهم. 

في المحصلة، تتطور الحياة يومًا بعد يوم وتتطور معها أنظمة الدفع الإلكترونية. وتتنوع طرق الدفع المتاحة لتسهيل حياة المواطن القطري في المعاملات المالية سواء عبر الإنترنت أو خارجه وبإمكانك استخدام طرق الدفع التقليديّة إذا مانت متوفرة على المنصّة التي تشتري منها، مثل الدفع عند الاستلام أو التحويل المصرفيّ والتي لا تزال تُعتَبَر الخيار الأكثر أماناً لأنّها تَضمن أيضاً عدم الدفع في حال لم يتُمّ استلام البضاعة بحالةٍ جيدة.