ما الذي يجب عليّ معرفته حول حريّتي في التعبير عبر الإنترنت؟
أنماط التربية الرقمية
تعد التربية في يومنا تحدياً صعباً، خاصة في العصر الرقمي. فمع ظهور الإنترنت والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، يجب على الآباء وأولياء الأمور مواجهة بيئة جديدة حيث توجد الأجهزة ومشتتات الانتباه في كل مكان.
لحسن الحظ، تتوافر المزيد من الأبحاث الموثّقة التي تقدم الإرشاد للآباء في العصر الرقمي. أمضت ألكسندرا صموئيل، وهي عالمة سياسية رقمية حاصلة على دكتوراه من جامعة هارفارد، عامين في دراسة كيفية إدارة 10 آلاف من الآباء للتكنولوجيا في منازلهم، في كندا والولايات المتحدة. وخلصت إلى وجود ثلاثة من أنماط التربية: الدعم رقمي والتقييد الرقمي والنُصح الرقمي.
ميزات الداعم الرقمي
- يمنح هؤلاء الآباء أطفالهم الحرية الكاملة حين يتعلق الأمر بالوصول إلى الأجهزة والإنترنت.
- غالباً ما ينأى الداعم الرقمي بنفسه، ويثق بقدرة أطفاله على اتخاذ قراراتهم الخاصة.
ميزات المقيد الرقمي
- يُبعد هذا النوع من الآباء أطفالهم عن الإنترنت قدر الإمكان ويحدّون من الوقت المسموح أمام الشاشة بصرامة.
- يراقب المقيد الرقمي المحتوى الذي يتعرض له أطفاله عن كثب.
ميزات الناصح الرقمي
- يمضي الناصحون الوقت مع أطفالهم على الإنترنت، و يساعدونهم على تطوير مهاراتهم الرقمية عبر التجربة والخطأ في بيئة خاضعة للرقابة.'
- غالباً ما يزود الناصحون الرقميون أطفالهم بالأدوات والموارد للتنقل في عالم الإنترنت، والأهم من ذلك، يتصرفون كقدوة يحتذى بها و يوضحون السلوكيات التي يجب على الأطفال اتباعها على الإنترنت.
سواء كنت داعماً رقمياً أو مقيداً رقمياً، عليك محاولة استخدام بعض استراتيجيات الناصح الرقمي. يقوم الناصحون بتربية أطفالهم ليكونوا مواطنين رقميين مسؤولين، ويخففون من احتمال مواجهتهم لمشاكل على الإنترنت. كما يلعبون دوراً نشطاً في تشكيل مواطن الغد الرقمي عبر متابعة الوسائط الرقمية مع أطفالهم وتوجيههم من خلالها.
كيف تؤثر أنماط التربية المختلفة هذه على مهارات الأطفال وسلوكياتهم على الإنترنت؟
يظهر بحث صموئيل أن أطفال الداعمين الرقمين لا يطورون المهارات المناسبة للسلوك على الإنترنت نظراً لأنهم يستكشفون عالم الإنترنت دون توجيه أو مع توجيه محدود. ومن ناحية أخرى، يفشل أطفال المقيدين الرقميين في تطوير مهارات التواصل على الإنترنت، والتفكير النقدي الضروري لتجنب المشاكل. ونتيجة لذلك يرتفع احتمال تعرض أطفال المقيدين لمواد غير لائقة أو التصرف بشكل غير لائق بمجرد اتصالهم بالإنترنت.
لا تعد وظيفتنا كأهل تجنب التكنولوجيا والثقة في أن أطفالنا سيكتشفونها بمفردهم، ولا عبر إخفائها عنهم، بل هي تعليمهم كيفية استخدامها كناصحين رقميين لمساعدة أطفالنا على تطوير التفكير النقدي حول ما يرونه على الإنترنت، بالإضافة إلى تدريبهم على كيفية التصرف على الإنترنت.
كيف يمكنك التعامل مع أطفالك كناصح رقمي؟
- من لديه طفل عليه التصرف مثل الطفل معه: العب معهم قدر الإمكان لأن للّعب تأثير مهم وإيجابي على تدريبهم ورعايتهم في مرحلة الطفولة. بصفتك ناصحاً رقمياً، يمكنك اللعب واستكشاف مواقع ويب ومنصات وألعاب مختلفة مع طفلك. ويمكنك استخدام هذا الوقت لبدء أو متابعة نقاشات حول أنشطتهم على الإنترنت.
- أظهر لأطفالك كيفية فهم الأشياء عبر إرشادهم: تمثيل القيم السليمة في العائلة والمجتمع سيساعد الأطفال على التفكير في الأمر نفسه عند الاتصال بالإنترنت. يتميز الأطفال بالمرونة، وقد تساعد القدرة على التفكير النقدي وإيجاد الحلول طفلك على التحول إلى مواطن رقمي مسؤول.
- شجع اللطف والتعاطف: تتمثل إحدى أفضل الطرق لمنع التنمر في تشجيع اللطف والتعاطف، بالإضافة إلى استخدام الإنترنت والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي بمسؤولية. يمكن توسيع اللطف والمساعدة والامتنان لتشمل السلوك على الإنترنت.
- تحقق من عواطف طفلك الهدامة: من المهم أن يمنح الآباء أطفالهم الحرية والاستقلالية وفقاً لقدراتهم كي يتمكنوا من تطوير مبادرتهم واستقلالهم الفطري، وثقتهم بالنفس. ولكن عليهم تجنب إعطاء أطفالهم حرية زائدة إذ قد يؤذون أنفسهم أو الآخرين.
- وسّع مدارك طفلك: القدوة الحسنة هو شخص يعدل رغبات أطفاله بحكمة و باستخدام التقنيات الصحيحة.
مع نهاية المقال، هل تمكنت من تحديد نمط التربية الرقمية المناسب لك؟ ما هو نهج المواطنة الرقمية الذي ترغب في تربية أطفالك عليه؟ في حال لم تنجح بذلك، حان الوقت لتختار. تعد التربية الرقمية بمستوى أهمية التربية العادية، إذ تؤثر على أنشطة أطفالك على الإنترنت، وسلوكياتهم بالإضافة إلى حياتهم المهنية المستقبلية، ضع في اعتبارك أن جميع الأنشطة التجارية ستكون على الإنترنت في السنوات المقبلة، حضّر طفلك لذلك التغيير.
دعوة للفعل
يمكنكم إيجاد بحوث وأفكار أخرى قائمة على أدلّة من مشروع "تعميم الاهتمام" Making Caring Common Project" في كلية التعليم في جامعة هارفرد، فضلًا عن نصائح ومصادر أخرى على موقع سيف سبيس.