أُدرك أن التحري من الحقائق ضروري لتمييز المعلومات المُضللة على الإنترنت.
تعليم أبنائي عن مخاطر التضليل والمعلومات المُضللة

بينما تُعَدّ شبكة الإنترنت مصدراً لا متناهياً للمعرفة، تُعتَبَر في الوقتِ ذاتِه أرضيّة خصبة للأخبار الكاذبة والمعلومات المُضلّلة، التي تستهدف الجمهور الشباب بشكل رئيسيّ، خاصّةً أنَ الأطفال بدأوا باستخدام الإنترنت في سنّ مُبكر جداً.
يتمّ تداول كمّ هائل من المعلومات المضلّلة على الإنترنت، بدءاً من الأكاذيب والخدع بهدف المُزاح أو التي تهدف إلى التأثير على رأي القارئ، وصولاً إلى الإعلانات المُتخفيّة ونظريّات المؤامرة. لذلِكَ قد يجِد الأطفال والشباب صُعوبة أكبر في فصل الصِدْق عن الأكاذيب، والحقيقة عن الخيال.
من المهمّ تدريب الأبناء على التفكير النقديّ، بقدر أهميّة تعليمهم كيفيّة القراءة والكتابة والحساب، لمواجهة هذه الموجات من المعلومات المُضلّلة والأخبار الكاذبة.
ما معنى التضليل ولماذا يَنخَرِط بها الأبناء؟
هي مشاركة معلومات خاطئة عن قَصد. لماذا يَتَعَمَّد الأبناء مُشاركة معلومات خاطئة وإشاعات وأكاذيب حتى لو كانوا يعلمون أحياناً أنها كاذبة؟ قد يحدُث هذا لعدة أسباب:
- ينشر بعض الأطفال الأكاذيب أو الإشاعات لتخويف أطفال آخرين. لكن يحتاج الأبناء إلى معرفة أنّ هذا شَكِل من أشكال التَنَمُّر، وقد يكون له عواقب وخيمة.
- يمكن للأبناء مشاركة معلومات مُضلّلة لاكتساب شعبية بين أقرانهم. عليهم فهم أنّها ليست طريقة لاكتساب الشعبية، بل تُكتَسَب عبر الطيبة والأخلاق الحَسَنة.
- يشعُر بعض الأبناء أنهُ يَتَعَيَّن عليهم فِعل ما يفعلهُ الآخرون حتى لو كانوا يعرِفون أنه خطأ، فقط ليتمّ قبولهم.
- في بعض الحالات، يَنشُر الأبناء إشاعات كاذبة لمحاولة جذب المزيد من الاهتمام.
- إذا تعرّضَ أحدُهم للأذى أو التنمُّر غالباً ما يسعى للانتقام مِمَن آذاه بنشر الأكاذيب عنه.
أنواع المعلومات المضللّة أو الأخبار الزائفة:
- الكذب، أمِر أُلِّف لخداع الناس.
- معلومات كاذبة نُشارِكُها لأننا نُصدِقُها
- معلومات لم تعد صحيحة، لكنها كانت في السابق
- سُخرية (خدعة، مزحة)
هنالك العديد من الأسباب الّتي قد تَدفَع أحدُهم إلى نشر معلومات مُضللّة على الإنترنت.
البعض مجرّد مخادعين يحبّون إلقاء النِكات، ولكن البعض الآخر لديه نوايا خبيثة ويُحاول خداع الناس للحصول على فوائد ماليّة أو غيرها. وبعض الناس ليس لديهم أيّ نوايا سيّئة على الإطلاق، ويصدقّون حقاً الأخبار الكاذبة التي ينشُرونها، أو يثقون بشكل أعمى في صديق شارَكَها. سبب آخر هو أنّه قد يكون من المُغري مشاركة أمر صادم مع الآخرين.
إذا كان سلوك أبنائك على الإنترنت يميل لنشر معلومات مُضللّة، ابدأ بشرح العواقب السلبيّة لأفعالهم، ووضِّح لهم أنّهم بهذا السُلوك يساهمون بتَفَشّي المعلومات المُضللّة. ناقش تأثير إعادة نشر معلومات كاذبة بإخبار أبناءك أنّها قد تَتَسَبَّب في تضليل الناس لتصديق أمور قد تؤثر عليهم بطرق مختلفة، وقد تُسَبِّب أيضاً ضرراً لا يُمكن إصلاحه.
علّم أبناءك طرح هذه الأسئلة الخمسة عند قراءة أي معلومة:
- من هو المؤلف؟
- ما هو المصدر؟
- هل تمّ تعديل الصورة؟
- ما هو سياق القِصّة؟
- ماذا تقول المواقع المُتخصّصة والموثوقة حول هذا الموضوع أو القضيّة؟
نصائح عمليّة لمساعدة أبنائك على معالجة انتشار الأخبار الكاذبة:
-شارك في حياة أبنائك الرقمية لتعليمهم تجنُّب المعلومات المُضلّلة. وحدّد معهم المفاهيم المختلفة للمعلومات والمعلومات المُضلّلة بما فيها الأخبار المُزيفة والإشاعات المُتعلّقة بأحداث في العالم أو الأشخاص.
-حدّثهم حول المعلومات والأخبار لإرشادهم وتعزيز تفكيرهم النقديّ وبالتالي مساعدتهم في فَهِم الرسائل.
- علّمهم الفرق بين "الإعلام الفُكاهي الساخر" و "الإعلام السائد". من المهمّ أن يَتَمكّن أبناؤك من التمييز بينهما كي لا يشاركوا معلومات خاطئة.
-اشرح لهم الفرق بين الحقيقة والرأي.
-أشر إلى الإعلانات أو القِصَص الدعائية المُقنّعة كأخبار على وسائل التواصل الاجتماعيّ أو على مواقع إخباريّة واطلب منهم تقييمها.
-تأكّد من تذكيرهم دائماً بالضرر الّذي قد يَنجُم عن السماح للمعلومات الخاطئة بالبقاء دون تصحيح.
يحصل الأطفال والشباب على معظم أخبارهم من قنوات التواصل الاجتماعيّ حيث غالباً ما يسود المحتوى الزائف أو المبالغ فيه أو الإعلاني.
ويتحمّل الآباء وأولياء الأمور مسؤوليّة كبيرة في مساعدة الأبناء على صَقِل مهارات التفكير النقديّ كي يَتَمَكَّنوا من تحليل المعلومات بشكل فعّال والتوصّل إلى استنتاجاتهم الخاصّة. يُمكِنُكَ مَنحِهِم المعرفة التي يحتاجونها لتقييم المعلومات باستخدام الأدوات المناسبة. وبدل من فرض أفكار عليهم، علّمهُم كيفيّة التفكير بأنفسهم بناءً على المعلومات الصحيحة.
@2x.png)