كورونا والمعلومات المضللة
لا يُعدُّ وباء كورونا مجرد أزمة صحية عالمية؛ بل صاحبه أيضًا أزمة معلومات هائلة، حتى صرنا نعاني من التعامل مع وباء الأخبار الكاذبة، تماما كما نعاني من الجائحة الهائلة. ولا تكفُّ المعلومات الخاطئة عن الانتشار سريعا، عبر الإنترنت، لتصيب شبكاتنا الاجتماعية كافة، بل وصلت حتى لمحادثاتنا اليومية في واتس أب.
لماذا ينشر الناس أخباراً مزيفة عن كوفيد-١٩؟
مثلا.. في جميع أنحاء العالم، صار البعض يعتقد أن لقاح بيل جيتس المستقبلي لفيروس كورونا، سيحتوي على شريحة تتبع، ويعتقد آخرون أنه تم إنشاء فيروس كورونا عمدًا في المختبرات الطبية! ومع ذلك، -وبغض النظر عن الدافع وراء انتشار الأخبار الكاذبة، هناك شيء واحد مؤكد: أن "كوفيد-١٩" هو أرض خصبة للغاية للمعلومات المضلِلَة والشائعات. وكانت نظريات المؤامرة، وتحريف الأخبار، والطب المزيف، وتشويه سمعة السياسات الحزبية، ومجموعة من الأخبار المزيفة المتعلقة بوباء كورونا، وفيرةً منذ بداية المرض في جميع أنحاء المعمورة.
في الأساس، فإن كثيراً من الأخبار الكاذبة حول "كوفيد-١٩" تأتي من المجموعات المتشككة مثل: "نظرية المؤامرة الكبرى للأدوية" (١)، و"المناهضون للقاح"، و"معارضو شبكات الجيل الخامس من الهواتف"(٢)، وحركة "مناهضة الأسلحة النووية"، ومجموعات "انتقام الطبيعة من الإنسان"، و"المتآمرون المناهضون للتكنولوجيا"، بل وربما تأتي أيضا من قِبَل المؤيدين لاستخدام الهيدروكسي كلوروكوين.
مَثّل انتشار مثل هذه المعلومات الخاطئة والنظريات الكاذبة، تحديًا حقيقيًا، حتى بات مطلوبا من الجميع تمييز الحقائق من الشائعات، والتمتع بالقدرة على استخراج الصواب من ركام المعلومات الخاطئة.
تأثير نشر المعلومات المُضللة، ونهج الحكومات لمنعها
يُعد انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة أمرًا بالغ الأهمية، إذ يُمكن أن تكون عواقب المعلومات الخاطئة مأساوية، فلربما تمنع استخدام السلوكيات الصحية، وتعزز الممارسات الخاطئة التي تزيد من انتشار الفيروس، لتؤدي في النهاية إلى نتائج صحية جسدية وعقلية سيئة بين الأفراد. وفي تصريح لافت عن المعلومات الخاطئة بشأن جائحة COVID-19، قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، "نحن بحاجة إلى لقاح ضد المعلومات الخاطئة".
ماذا قدمت منصات التواصل الاجتماعي حيال ذلك؟
منذ عدة سنوات، وشبكات المنصات الاجتماعية تحارب المعلومات المضللة والأخبار المزيفة على منصاتها:
تويتر:
قام موقع تويتر بالحد من التفاعل مع المعلومات "المشكوك فيها"، مثل إعادة التغريد والاقتباسات والإعجابات. وأتاح أداة الإشراف على التغريدات -متوفرة الآن في الولايات المتحدة-، ثم سمح للمستخدمين بكتابة ملاحظاتهم على التغريدات، والإشارة إليها على أنها مضللة أو خاطئة. كما مكّنهم من إضافة روابط لمصادر المعلومات الخاصة بهم.
جوجل:
تعمل جوجل منذ سنوات عدة، على تقليل حِصة الأخبار المزيفة، من خلال العمل على 4 محاور: مراجعة خوارزمياتها، ومحاربة المصادر منخفضة الجودة، ووضع المعلومات في سياقها عبر مصادر معترف بها، وتحسين جودة البحث التي تحدد المحتوى منخفض الجودة .
وفي خريف عام 2020، ووسط هجمة الأخبار الكاذبة حول لقاحات "كوفيد-١٩"، قامت شركة جوجل بنشر معلوماتٍ موثقة عن نتائج أبحاثها، موجهةً إلى مصادر موثوقة بشأن التطعيم.
يوتيوب:
وفقًا لدراسة قام بها باحثون في Ottawa في كندا، يُعتقد أن أكثر من ربع مقاطع الفيديو، الأكثر مشاهدة على يوتيوب تحتوي على معلومات مضللة، حول جائحة "كوفيد-١٩"، لهذا أطلق يوتيوب خاصية " التحقق من صحة الأخبار" لكبح انتشار الشائعات.
فيسبوك:
في ديسمبر 2020 أعلن فيسبوك أنه يعتزم إزالة "الادعاءات الكاذبة حول لقاحات كوفيد-١٩" التي أكد رفضها خبراء الصحة العامة، من منصتيها فيسبوك وإنستغرام.
واتس أب:
منذ صيف 2020، اعتمد واتس أب وضع علامة مميزة، على الرسائل التي "تمت مشاركتها عدة مرات" ولم يتم تكوينها من قبل جهة موثوقة، كما أتاح إمكانية البحث مباشرة في محرك البحث جوجل، عن معلومات إضافية حول الرسائل الغير مرغوبة.
تيك توك:
للحد من انتشار المعلومات الخاطئة حول اللقاحات، نفذ تيك توك تدابير خاصة، مثل خاصية "مركز معلومات اللقاح" حيث يتم عبرها تقديم مقاطع فيديو من الهيئات الرسمية -مثل منظمة الصحة العالمية؛ كما اعتمدت علامة "لقاح" للكشف بشكل صحيح عن مقاطع الفيديو التي تشير إلى اللقاح؛ كما تنوّه إلى أصل ودقة المعلومات في كل فيديو.
كيف تكشف الأخبار المضللة؟!
1. تحقق جيدا من مصادر المعلومات.
2. تحقق من الصور ومقاطع الفيديو التي يتم مشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة.
3. ثقف نفسك بالقدر الكافي لتتمكن من تمييز الحقيقة من الإشاعات والأخبار الكاذبة.
كما يمكنك أيضًا أن تلعب دورًا في منع انتشار المعلومات الخاطئة:
1. لا تشارك في تداول معلومات خاطئة عبر منصاتك المختلفة.
2. عندما تكتشف بعض الأخبار المزيفة، اطلب بهدوء وحكمة من الشخص الذي شاركها إزالتها.
3. في حال رفضه إزالتها، أبلغ مسؤولي المنصة عن المعلومات الخاطئة.
4. ساهم بنشر حقائق مؤكدة، للحد من المعلومات الزائفة التي يتم مشاركتها يوميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.