قصة جريمة إلكترونية: كيف تتصرف عند اختراق حسابك الخاص؟

كان صباحًا عاديًا في إحدى مدارس الدوحة. كان الطلاب يتحدثون بحماس عن امتحاناتهم القادمة واحتفالات نهاية الفصل الدراسي. وكان من بينهم فهد، وهو مراهق متمكن من التكنولوجيا ومعروف بنشاطه الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً على سناب شات. لم يكن يعلم أن حياته الرقمية ستنقلب رأسًا على عقب قريبًا.

ذات مساء تلقى فهد رسالة غريبة على إحدى حساباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بدت وكأنها رسالة مرسلة من صديق وكانت تحتوي على رابط مشبوه. وبطبعه الفضولي نقر على الرابط، وفي لحظة واحدة انقلب عالمه رأسًا على عقب؛ فقد تم اختراق حسابه على سناب شات، وبدأ المخترق بنشر محتوى غير لائق من حسابه.

أحس فهد بإحراج كبير عندما بدأ يتلقى رسائل من أصدقائه وعائلته تعبر عن قلقهم لما حدث. وشعر بالذعر عندما رأى المخترق ينشر رسائل وصور يمكن أن تدمر سمعته، وانتابه شعور بالعجز ولم يكن يعرف ماذا يفعل.

التعرف على الجرائم الإلكترونية

لاحظ والدا فهد توتره فسألاه عن السبب، وعندما أخبرهما بما حدث أدركا أنها قضية جرائم إلكترونية. فقد كان اختراق حساب فهد على سناب شات مثالًا واضحًا على الوصول غير المصرح به وإساءة استخدام المعلومات الشخصية.

ما هو الإجراء الصحيح لمنع المزيد من الضرر؟

اتصل والد فهد بمدير المدرسة خالد للإبلاغ عن الحادثة، والذي قام بدوره بالتواصل مع المعلمة عائشة خبيرة تكنولوجيا المعلومات في المدرسة. حيث قامت بعمل تقييم سريع للحادثة وقدمت إرشادات لفهد ووالديه مبينة لهم الخطوات التي يتعين عليهم اتخاذها للإبلاغ عن الجريمة وتأمين حساب فهد، فمثل هذا الدعم يعتبر ضروريًا لتجاوز مثل هذه المواقف.

قامت المعلمة عائشة بمساعدة فهد في تأمين حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال:

• تغيير كلمة المرور: قام فهد على الفور بتغيير كلمات مرور حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي وكلمات         المرور الخاصة بأي حسابات أخرى قد تكون مرتبطة بها.
• تعزيز الأمن: قامت المعلمة عائشة بتوجيه فهد إلى تفعيل المصادقة الثنائية والتي تعتبر أداة قوية لتعزيز أمن الحساب.
• إخطار جهات الاتصال: قام فهد بإبلاغ أصدقائه وعائلته بما حدث معه، وحذرهم من النقر فوق الروابط المشبوهة والتي قد تصلهم من حسابه.

الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية

تابعت المعلمة عائشة موضحة أهمية التواصل مع السلطات المسؤولة عن مثل هذه الحوادث ووضحت مراحل الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية:

•  جمع الأدلة: جمع فهد ووالداه لقطات شاشة للمنشورات والرسائل المشبوهة التي أرسلها المخترق.
• الاتصال بالسلطات المسؤولة وتقديم شكوى: قام فهد ووالده بإبلاغ مركز التحقيق في الجرائم الإلكترونية بالحادثة من خلال إرسال التفاصيل والأدلة إلى البريد الإلكتروني ncsoc@ncsa.gov.qa والاتصال على الرقم 16555.
• متابعة الشكوى: تواصلت عائلة فهد مع السلطات المسؤولة لمعرفة المستجدات حول الشكوى التي قدموها.

للحصول على مساعدة فورية فيما يتعلق بالجرائم الإلكترونية

• قم بزيارة الموقع الإلكتروني للوكالة الوطنية للأمن السيبراني في قطر NCSA.
• استخدم تطبيق مطراش2 للإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية مباشرة من هاتفك الذكي. (يمكنك التعرف على خطوات الإبلاغ بالتفصيل من خلال زيارة الرابط التالي.

الدروس المستفادة

كانت الحادثة درسًا لفهد وعائلته ومجتمعه المدرسي، فقد قرر مدير المدرسة والمعلمة عائشة عقد ورشة لتثقيف الطلاب حول الجرائم الإلكترونية والسلامة عبر الإنترنت. وخلال الورشة ناقشوا عدة نقاط رئيسة شملت: فهم مختلف أنواع الجرائم الإلكترونية والمؤشرات التي تدل على حدوثها وأهمية استخدام كلمات مرور قوية، وتفعيل المصادقة الثنائية، وتوخي الحذر أثناء مشاركة المعلومات الشخصية على الإنترنت، وضرورة إبلاغ السلطات المسؤولة عن الحوادث بشكل فوري واتباع الإجراءات الصحيحة.

وتذكّر دائمًا...

يعد الإبلاغ الفوري عن الجرائم الإلكترونية أمرًا رئيسًا لتعزيز الأمن السيبراني في قطر والامتثال لقوانين الدولة. فهو يساعد المتضررين ويساهم في مواجهة هذه الجرائم والحد من الأضرار المترتبة عليها ومحاسبة الجناة من قبل السلطات المسؤولة. في حين يعتبر عدم الإبلاغ نقطة ضعف تسمح لقراصنة الإنترنت بتطوير أساليبهم ويعرِّض الأصول المالية والسمعة والثقة والاقتصاد الرقمي للخطر. فالإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية مسؤولية مشتركة للحد منها وتجنب الأخطار مجهولة المصدر وحماية المجتمع.