كيف أحرص على الحفاظ على إنتاجيّة الطلّاب وسلامتهم أثناء التعلم عن بُعد؟
تعليم المُرونة الرقميّة لأبنائي
هل سيتَصَرّف أبناؤك بحِكمة إذا سمحت لهم باستخدام التقنيّات الحاليّة بحريّة؟
يمكن لجوابِك تحفيزُك لتعلّم المزيد عن "المُرونة الرقميّة" والعمل مع أبنائك لاكتساب المهارات الرقمية اللازمة لضمان قدرتهم على التغلُب على التحديّات على الإنترنت وتنمية مُرونَتِهِم الرقميّة.
ما هي المُرونة الرقميّة؟
يشير مفهوم المُرونة الرقميّة إلى مجموعة من المهارات اللازمة للتَصَفُح بأمان وتجنُّب مخاطر عالم الإنترنت. يتعلّق الأمر بشكل أساسي بالقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ على الإنترنت، والتفكير النقديّ، واتّخاذ قرارات صائبة، وتقليل تأثُرهم بالمحتوى الضار، وإدراك مخاطر وعواقب أفعالهم. باختصار، يتعلّق الأمر بالثقافة الرقميّة.
الثقافة الرقميّة هي القُدرة على إنشاء المعلومات والعثور عليها واستخدامها على الإنترنت، وبالتالي فَهِم التقانة واستخدامها بحذر لتجنُّب مخاطرها.
كيف أُعلّم أبنائي المُرونة الرقميّة؟
كم من الوقت عليك السماح بإمضائه أمام الشاشة؟ لماذا ينبغي ألّا يشاهدوا نوعاً معيناً من مقاطع الفيديو؟ ما الفرق بين المزحة البريئة والتحرّش والتنمّر؟
يحتاج الأبناء إرشاد والديهم لهم في العالم الرقمي، ووضع الحدود وتعلّيمهم كيفيّة حماية أنفُسِهم. صحيح أنّه يمكن للوالدين استخدام أدوات الرقابة الأبويّة، ولكنّها ليست سوى خطّ الدفاع الأول لأسرهم. إذ أنّ الحماية الّتي توفرها التقنيّة الموثوقة لن تحُلّ أبداً محلّ تدخُل الوالدين ونصائحهما.
يُعَد بناء المُرونة الرقميّة مسألة هامّة لأنه لا يمكن للوالدين ضمان بيئة خالية من أيّة مشاكل لأبنائهم. ومن ناحية أخرى، يَستَخدِم الأبناء الأكثر مُرونة الإنترنت بطريقة أكثر ملاءمة لاحتياجاتهم، كما أنّهم يُحسِنون التعامُل مع أيّ مشاكل قد يواجهونها على الإنترنت.
إذاً كيف يمكنني مساعدة أبنائي على تنمية مُرونتهم الرقميّة؟
- يُنمّي الأبناء المُرونة الرقميّة حين يُلبّي الوالدان احتياجاتهم، ويُجيبان على أسئلتهم، ويهتمّان بأنشطتهم الرقميّة. ومن المُهمّ أيضاً احترام الآباء لوجهات نظر أبنائهم، فالأبناء الذين تتعرّض أفكارهم لانتقادات مُستمرة من قِبَل والديهم سيفتقرون للدعم حين يكونون في أمسّ الحاجة إليه.
- يُنمّي الأبناء المُرونة الرقميّة حينَ يتلقّون دعماً غير مشروط وتواصلاً مستمراً من والديهم: أياً كان النشاط الرقميّ الذي يقومون به، ومهما كانت المشكلات التي قد يواجهونها، يجب أن يعلم الأبناء أن والديهم سوف يتفهّمان. رغم ذلك يحتاج الأبناء إلى عيش تجاربهم الخاصّة، وتُُعوَّض الأخطاء والتجاوزات القليلة التي قد تسببها الحريّة الممنوحة لهم بالشعور بالاستقلاليّة الذي يبنيه الأبناء، حين يحظون بالدعم.
لا يمكن للمواقف القائمة على المُراقبة والتقييد أن تكون الإجابات الوحيدة. من المهمّ تنمية مرونة الأبناء عبر دعم مهاراتهم في التأقلم وتعزيز الثقافة الرقميّة لديهم وتأسيس عادات تستند إلى الممارسات الرقميّة الصالحة.
كيف ستُفيدهم المُرونة الرقميّة في المستقبل؟ كيف ستُفيد تعليمهم ومستقبلهم الوظيفي؟
تخلُق الثقافة الرقميّة مجموعة من الفُرَص التعليميّة والاقتصاديّة والفُرَص المتعلّقة بأسلوب الحياة. بينما ينخرط الأبناء في البداية بأنشطة ترفيهية على الإنترنت، يَتَعَلَّمون في الوقت ذاته ويكتسبون مهارات من شأنها الارتقاء بحياتهم، سواء كانوا يبنون قدرتهم على البحث والوصول إلى الخدمات الأساسية أو تنمية حسهم الإبداعي للتعبير عن الذات. ستقوم معظم المهارات التي يكتسبها الأطفال على الإنترنت توسيع آفاق مستقبلهم بشكل مباشر، وبالتالي تعزيز قابليَتِهم للتوظيف.
يُعدّ أمراً بالغ الأهميّة نظراً إلى الحاجة المتزايدة للثقافة الرقمية من جانب معظم أرباب العمل. تُجرى الأبحاث والبيانات والمحاضرات والتدريب والمناقشات والتعاون بين الفرق على الإنترنت، ما يعني أنه من المُتوَقَع أن يتمتّع موظّفو الغد بخبرة واسعة في استخدام أدوات الإنترنت.
على مستوى أسلوب الحياة والمستوى الاجتماعي، سيحتاج الأبناء أيضاً إلى معرفة كيفيّة الوصول إلى جميع أنواع الخدمات على الإنترنت وكيفية إدارة هذه الخدمات لمواكبة متطلبات العصر الرقميّ الجديد.
كيف تؤثّر على سلامتهم وأمنهم على الإنترنت؟ علاوة على ذلك، كيف ستساعدهم على مواجهة تحدّيات الإنترنت بما في ذلك تحديّات وسائل التواصل الاجتماعي؟
تلعب الإنترنت دوراً حيوياً في حياة الأبناء الذين يُمكِن أن يقعوا بسهولة ضحية لتجارب على الإنترنت يُمكِن أن تسبب لهم الأذى. وقد يتراوح ذلك من التنمُّر الإلكترونيّ إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ السلبيّ على الصحّة العاطفيّة والرفاهة. كما قد يعني مشاهدة أو مشاركة محتوى غير مناسب للعمر. حين يكتسب الأبناء المُرونة الرقميّة، سيكونون قادرين تماماً على تصفح المحتوى والتمييز بين السلوك الصائب والخاطئ على الإنترنت.
نصائح عمليّة لتعليم أبنائك المرونة الرقميّة
- ضع حدوداً: اشرح لأبنائك الحاجة إلى وضع قيود، وإلا قد يفسّرون القيود على أنها عقاب.
- أدر وقتهم على الإنترنت: يُدمن الأبناء على الإنترنت، وخاصة على الألعاب. أنشئ توازناً بين الوقت على الإنترنت وبعيداً عنها واشرح فوائد كليهما.
- شغّل إعدادات أمان الوالدين: غالباً ما يكون لمواقع الإنترنت ومزودي الإنترنت إعدادات خاصة بالوالدين والخصوصيّة لمساعدة الآباء في الحفاظ على أمان أبنائهم على الإنترنت. يوفّر موقع يوتيوب ومواقع أخرى خيارات بحث وعمليات تسجيل دخول ملائمة للأبناء.
- كن متفاعلاً وأظهر الاهتمام: حاول الانخراط فيما يفعله أبناؤك على الإنترنت. العب معهم الألعاب وتحقّق من الطرق الممتعة للتفاعل مع المحتوى على الإنترنت.
- تواصل: كن على دراية بنشاطهم على الإنترنت والتطبيقات التي يستَخدِمونها. ناقشهم بصراحة واستمر في تذكيرهم أن بإمكانهم دائماً التحدّث إليك حول أي أمر يتعلق بسلوكهم على الإنترنت. هذه أفضل طريقة للتعامل مع المشاكل الحتمية.
مُفتاح سلامة الأبناء ليس إبعادهم عن الإنترنت بل مساعدتهم على فهم متى ولماذا يتعرّضون للخطر على الإنترنت، وتعليمهم اعرض المساعدة إذا أزعجهم خطب ما، وتعلَّم من تجاربهم وأخطائهم. لا يُمكن لأحد أن يحميهم أفضل من أنفسهم.