ما هي أنواع الإساءة عبر الإنترنت؟
تعريف التّنمّر الإلكترونيّ
ذهب راشد إلى منتجع شاطئيّ مع أصدقائه أثناء العطلة وقضى وقتًا ممتعًا، و عندما ذهب إلى المدرسة وجد زملائه يتبادلون النّكات بشأنه ويستهزئون به فأحزنه الأمر، ولم يكن يرغب في الانضمام إلى الآخرين أثناء تناول طعام الغداء، و بينما كان يجلس وحده، جاء صديقه عليّ وأخبره عن صورته الّتي تمّ نشرها على صفحة في أحد مواقع التّواصل الاجتماعيّ ،وقد كانت الصّورة تحمل تعليقًا ساخرًا؛ وقام النّاس بكتابة عدّة تعليقات عليها، و بما أنّ الصّفحة الّتي تمّ النّشر عليها تعدّ صفحة اجتماعيّة ولا توجد طريقة لمعرفة من قام بذلك؛ كان راشد كلّما فكّر في هذا الأمر، شعر بحزن شديد ولم يكن يرغب في مواجهة أيّ شخص يعرفه، فأصبح راشد الآن ضحيّة التّنمّر الإلكترونيّ.
اذا ما هو التّنمّر الإلكترونيّ؟
التّنمّر الإلكترونيّ هو استخدام التّكنولوجيا للتّنمّر والتّندّر بشكل متعمّد ومتكرّر على شخص ما بطريقة غير أخلاقية، وللأسف يجهل المراهقون والبالغون خطورة التنمر الإلكتروني وأثره على الأشخاص.
ماذا يشمل التّنمّر الإلكترونيّ؟
يمكن أن يأخذ التّنمّر الإلكترونيّ شكل نصوص أو رسائل بريد إلكترونيّ مسيئة، أو نشر رسائل أو صور خاصّة على صفحات المنتديات ومواقع التّواصل الاجتماعيّ والإشارة إليها بسخرية واستهزاء أو كتابة تعليقات مسيئة عليها أو التندر على الآخرين. هل يختلف التّنمّر الإلكترونيّ عن التّنمّر التّقليديّ؟ التّنمّر الإلكترونيّ مشابه للتّنمّر التّقليديّ (التّنمّر المباشر)، لكنّ أثر التّنمّر الإلكترونيّ يتعدّى حدود العالم الحقيقيّ، ففي العالم الرقمي اليوم أصبحت وسائل التّواصل الاجتماعيّ وتطبيقات الهواتف الذّكيّة والإنترنت وما ينشر من خلالها من كلمات وصور ومقاطع فيديو تأثير وضرر أكبر.
وتتمثّل الاختلافات بين التّنمّر التّقليديّ والإلكترونيّ في:
- صعوبة الكشف الفوريّ عن المسؤول الّذي قام بالتّنمّر الإلكترونيّ.
- تكرار حدوث التّنمّر الإلكترونيّ نظرًا لأنّ خدمة الإنترنت متاحة في كلّ الأوقات.
- يمكن أن يحدث التّنمّر الإلكتروني من قبل عدد كبير من النّاس.
- صعوبة القضاء على أسلحة التّنمّر الإلكترونيّ حيث أنّها شفهيّة إلى حدّ كبير.
هل يتعرض صديقك للتّنمّر الإلكتروني؟
إذا كنت تلاحظ أنّ أصدقائك يتجنّبون الحديث عمّا يقومون به على الانترنت، وينزعجون بسهولة أو يشعرون بالغضب بعد الاتّصال على شبكة الإنترنت، فربما يكونون ضحايا للتّنمّر الإلكترونيّ. كما أنّ هناك علامات أخرى مثل: الانسحاب من محيط العائلة والأصدقاء، والتغيُر في المستوى الأكاديمي والتّغيّب عن المدرسة والتّجمّعات الاجتماعيّة، والشّكاوى المتزايدة من الشّعور بالمرض وفقدان الشّهيّة، والقلق والاكتئاب مع تقلّب المزاج، وفي الحالات القصوى، تنتاب الشّخص الّذي يعاني من التّنمّر أفكار تتعلّق بعدم رغبته في الحياة.
ما هي أسباب ممارسة التّنمّر الإلكترونيّ؟
يمكن أن تكون الغيرة من الآخرين أو الاستياء مشاعر الودّ الّتي يحظى بها شخص آخر، أو ممارسة كمنفذ للخروج من الإحباطات الشّخصيّة، أو ربّما لأنّه كان ضحيّة للتّنمّر الإلكترونيّ من قبل ويحاول أن يمارسه على الآخرين.
كيف تتغلّب على التّنمّر الإلكترونيّ؟
الخطوة الأولى هي إيجاد توازن بين أصدقائك عبر الإنترنت وأصدقائك في العالم الحقيقيّ، وتتمثّل الخطوة التّالية في التّحدّث عن التّنمّر الإلكتروني مع شخص بالغ تثق به، مثلًا أحد الوالدين أو أفراد الأسرة أو المعلمين. كما أنّه من المهمّ أن تحتفظ بالأدلّة المختلفة المستخدمة ضدّك في عمليّة التّنمّر، كالرّسائل أو الصّور أو غيرها، دون الاستجابة لها، كما عليك أن تتذكّر أنّك لست بمفردك وأنّه يمكن معالجة هذه المسألة، أي يمكنك أن تتغلّب على مشكلة التّنمّر.