تأثير الذكاء الاصطناعيّ على حياتنا

يُعد الذكاء الاصطناعيّ (AI) تقليداً للذكاء البشريّ اذ يعتمد على إنشاء وتطبيق خوارزميّات تُنفّذ في بيئة الحوسبة الديناميكية. والغرض منه هو تمكين أجهزة الحاسوب من التفكير والتصرّف مثل البشر. 

ويُستخدم الذكاء الاصطناعيّ في مجالات عديدة. حيث يُستَخدم في كاميرات الهواتف الذكيّة، ويتدخّل لالتقاط المشاهد بدقّة، أو لتثبيت الصورة أو تعزيز دقّة التكبير. ويُعدّ التعرّف على الوجه تقنيّة أخرى أصبحت ممكنة بفضل الذكاء الاصطناعيّ، وتُستخدم للتعرّف على مستخدمي الهاتف المحمول، وعلى نطاق أوسع للتعرّف على الوجوه، في المطارات على سبيل المثال. 

بالإضافة إلى ذلك، فانَّ هناك تطبيقات خاصة بالذكاء الاصطناعيّ تُستَخدم في الجيش والقطاع الماليّ والطب والروبوتات والألعاب الالكترونيَّة والنقل والصناعات. وأما في صناعة المواد الغذائيّة، فإنَّ الذكاء الاصطناعي يُساعد المطاعم على التنبؤ بذوق المستهلكين ويُشَجِّع على الابتكار بالتوافق مع الصيحات الجديدة في عالم الطعام.  

ولكن لا تقتصر تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) على ذلك فحسب. فإنّ الفنّ في عالمنا المتصل ليس محصّناً ضدّ موجة انتشار الذكاء الاصطناعيّ (AI). إذ يتدخّل الذكاء الاصطناعيّ في عدّة أنشطة تتعلّقُ بالفن، كتقييم الأعمال، والإبداع، وحنى الاستنساخ.  

باختصار، يُستخدم الذكاء الاصطناعيّ في مجالات تتجاوز حدود خيالنا، فمثلاً:  

في مجال الرسم: 

حدث هذا الأمر عام 2018، حين باع كريستي هاوس في نيويورك أول لوحة صُمِّمَت بواسطة خوارزمية. بيعت لوحة "بورتريه إدموند دي بيلامي" بأكثر من 430 ألف دولار  وحملت توقيع "الفنان" في أسفل اللوحة على اليمين،  فكان توقيعه عبارةً عن معادلة رياضيّة. 

من الأمثلة الأخرى، لوحات غوغل من تقنيات التعلّم العميق وعالم التنوّع البصري المستمدّة من الإنترنت، وتجربة "رامبرانت المقبل"، التي أجرتها مايكروسوفت عام 2016، والتي تضمّنت تدريب آلة رسم على إنشاء عمل فنيّ أصليّ يتضّمن كلّ ما يميز أسلوب سيد الفن الشهير. 

في مجال الشعر: 

بالنسبة للشعر، فقد استُخّدِمَ الذكاء الاصطناعيّ أكثر من 10 آلاف مخطوطة غير منشورة، وتَعلّم البرنامج لكتابة فَقَرات قصيرة من اقتباسات فعليّة. 

وفيما يتعلق بالسيناريوهات، فقد صَمَّمَتْ فوكس وآي بي إم برنامج مورغان باستخدام خوارزمية تغذيها مئات من أفلام الرعب القصيرة. وفي مثال آخر، طوّر المخرج أوسكار شارب والباحث روس غودوين خوارزمية بنيامين عبر تَغْذيَتِها بِعشرات من قصص أفلام الخيال العلميّ والمسلسلات، لتنتج فيلم "صنسبرينغ".   

 كيف تُحافظْ على أمانِكَ الرقميّ عِندَ استخدام الذكاء الاصطناعي؟ 

• قمّ باستخدام الذكاء الاصطناعيّ لحماية نفسك من الذكاء الاصطناعي! إذا كان من المحتمل استخدام القراصنة للذكاء الاصطناعيّ لتنفيذ هجمات أكثر تعقيداً، يُمكنك حينها مكافحة هذه التهديدات باستخدام الذكاء الاصطناعيّ لرفع مستوى الحماية الأمنية. 
• أبقِ معلوماتك الشخصيّة مهنيّة ومحدودة 
• اضبُط إعدادات الخصوصيَّة 
• مارس التصفّح الآمن وتوخى الحذر بشأن ما تقوم بتحميله 
• أمّن أجهزتك المنزلية الذكية دائماً 
• تأكّد من أمانك باستخدم الشبكة الافتراضية (VPN) عنّدَ اتصالِكْ بالانترنت  
• اختر كلمات مرور قويّة وقم بتحديثها بانتظام 
• حافظ على تحدّيث برنامج مكافحة الفيروسات الذي تَستَخْدِمُهُ بشكل دوري
• عندما يتمكن الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى البيانات فإنّه يصبح شديد القوة. لذلك تُعدّ الطريقة الأمثل لمنع أيّ خرق للبيانات هي التشفير. 
• نظّف بياناتك باستمرار وابقها آمنة.
• عند استخدام الذكاء الاصطناعيّ، يمكنك الحفاظ على سلامتك عبر عمليّات مصادقة أكثر أماناً. يمكن استخدام تحليل البيانات الحيويّة مثل بصمات الأصابع أو شبكيّة العين أو راحة اليَّد. من الممكن أيضاً إنشاء إطار مصادقة ديناميكيّ يسمح بتغيير أذونات الوصول بناءً على الموقع الجغرافيّ للمستخدم أو الشبكة.  

كيف يُمكنك استخدام الذكاء الاصطناعيّ لصالحك؟  

مثل أيّ تقنية جديدة، يُقدّم الذكاء الاصطناعي سلبيّات وإيجابيّات. ويعود الأمر لنا بكيفية استخدامه لصالحنا. 

من الواضح أنّ المهارات التقنيّة  أمر مهمّ في عصر الذكاء الاصطناعي، ومِنَ الواضح أيضاً، أنّ مجموعة معيّنة من المهارات ستزداد أهميّةً مع تطوّر طبيعة العمل وتولّي الآلات مزيداً من جوانب العمل سهلة الأتمتة. بعبارةٍ أخرى، سيصبح عمل البشر ببساطة أكثر إنسانية. 

مع أخذ هذا في عين الاعتبار، المهارات التي يجب على الموظفين السعي إلى تنميتها في المستقبل للبقاء في الطليعة والتكيّف مع العالم المتقدّم للذكاء الاصطناعيّ هي: 

• الإبداع والعقلية المبتكرة 
• العقلية التحليلية 
•  مهارات القيادة 
•  معدل الذكاء العاطفي 
• ذهن منفتح واستعداد لتبنّي التغيير 

تذكّر أنّ الذكاء الاصطناعي موجودٌ في كل مكانٍ الآن. لقد غزا حياتنا سواء في مكان العمل أو خارجه. وتسلّل إلى سيّاراتنا وهواتفنا وأجهزة الحاسوب وأنظمة النقل، كما أنّه يتطوّر بوتيرة سريعة. ومن المرجّح أن يغيّر عاداتنا اليوميّة ولن نستطيع مقاومته.  لذا، فمن الأفضل أن نجعله حليفاً لتحقيق أقصى استفادة منه في مستقبلنا. وأخيراً، تأكّد من استعدادك عبر اكتساب المهارات اللازمة لمعرفة كيفيّة استخدامه والعمل معه مع البقاء في أمان.