Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدعم النفسي للأبناء الذين يتعرّضون للإساءة على الإنترنت

ملخص
Parents/Caregivers
تقدّم هذه المقالة مجموعة من النصائح لأولياء الأمور حول كيفيّة تقديم الدعم النفسي لأبنائهم الّذين تعرضوا للتنمّر الإلكتروني.

طورّت شبكة الإنترنت حياتنا من جوانب عدّة، ولكنّها أصبحت في الوقت ذاته مصدراً غير متوقع للمشاكل. فاليوم، أصبحت الإساءة عبر الإنترنت مشكلة خطيرة ومتنامية أكثر من أيّ وقتٍ مضى، إذ يتعرض معظم الأطفال لطرق متنوعة من الإساءة في العالم الرقمي. حيث أنّ المعتدي يدرك جيداً بأنّ الأطفال يعتمدون على الإنترنت للتعلّم واللعب والاختلاط، وغالبًا ما يستخدمونه دون إشراف شخص راشد. لذلك، ليس من المستغرب أن ينتقل المعتدي إلى العالم الرقمي.

تعريف الإساءة عبر الإنترنت

غالباً ما يقوم المسيؤون عبر الإنترنت بتهديد وإزعاج ضحاياهم من خلال استخدام التكنولوجيا. من هنا، يمكننا القول أنّ للإساءة عبر الإنترنت أوجه مختلفة قد تشمل:

  • التنمّر
  • سرقة الهويَة
  • نشر المعلومات الشخصية
  • مشاركة الصّور دون إذن
  • إنشاء مدوّنة أو موقع إلكتروني عن شخص ما
  • نشر مقاطع فيديو لضحايا التنمّر

 

آثار التنمّر الإلكتروني

يستخف الناس أحياناً بأهمية هذه المواقف لأنها تحدث في العالم "الافتراضي" لا "الحقيقي". لذا، يتوجب علينا التعامل مع التنمّر الإلكتروني بوعي كامل وحذر شديد، تماماً مثل التنمّر التقليدي. وانطلاقا من هذا، يأخذ التنمّر الإلكتروني أشكالاً عديدة ولا يجب تجاهل أيّ منها.

غالباً ما يشعر الأطفال بالعجز والخوف لأنّ الإساءة عبر الإنترنت قد تحدث في أيّ وقت، ولأنّ المعتدي قد يكون مجهول الهوية،  حيث يميل إلى مشاركة معلومات خاصة أو خاطئة حول ضحاياهم، فيسبب لهم الشعور بالخجل ويؤثر على ثقتهم بأنفسهم بشكل سلبي. ومن الهم معرفة أنّ التنمّر الإلكتروني لا يعكس نتائج سلبية على الضحايا فقط، بل يُعتبر أيضاً مصدر قلق لأولياء الأمور الذين يتعرض أبناؤهم للإساءة.

في الواقع، غالباً ما يعتقد الآباء أنّ بإمكانهم حلّ المشكلة عبر منع اطفالهم من استخدام التكنولوجيا لإنهاء الإساءة، ولكنّ سلبيات هذه الطريقة قد تكون أكبر بكثير من منافعها. في الواقع، يمكن لأيّ شخص أن يصبح هدفاً للإساءة. ولكن لحسن الحظ، هناك بعض الإجراءات التي يمكنك اتّخاذها كوليّ أمر لتقليل خطر تعرض أبنائك للتنمّر الإلكتروني.

 

إجراءات يمكن لأولياء الأمور اتّخاذها

كأولياء أمور تودون حماية أبنائكم من التنمر الإلكتروني، نضع بين أيديكم إرشادات الحماية التي تقلل من فرص تعرض أبنائكم لهذا الخطر:

1. فهم التكنولوجيا:

بدون فهم الأساليب والأدوات التي يستخدمها المعتدون، لن يكون من السهل اكتشاف الإساءة. لذا، اجلس وتحدّث مع أبنائك، تعرّف على مواقعهم المفضّلة وشبكاتهم الاجتماعية. واطّلع على كيفيّة عمل هذه المواقع وكيف يتفاعل الأطفال فيما بينهم. ومن واجبك أيضاً أن تسأل أطفالك عن سبب شهرة موقع معيّن ولماذا يرغبون في استخدامه.

 

2. التواصل مع الأبناء ووضع الحدود:

غالباً ما تبدأ الإساءة عبر الإنترنت حين يستخدم الطفل الإنترنت بشكل خاطئ. ولهذا السبب، يعدّ التواصل أمراً أساسياً لتعيين الحدود وتقديم الدعم النفسي اللازم للطفل:

  • اشرح لأبنائك أنّك تتوقع منهم التصرف بطريقة لائقة عبر الإنترنت.
  • امنع أطفالك من استخدام الألقاب المُهينة، والشتائم، وتبادل الآراء المسيئة.
  • أخبر أبناءك أنّ نشر معلومات غير دقيقة عن الآخرين أمر خاطئ، وذكّرهم بأهميّة حفظ الأسرار وتجنّب مشاركتها مع الآخرين.
  • قم بتشجيع أطفالك ليُطلعوك فوراً على جميع رسائلهم المزعجة والمضايقات التي يتعرضون لها، وعلّمهم ألّا يستجيبوا لها.
  • ضع خطّة تفصيلية تتضمن السلوكيات والحدود التي يجب على الأبناء الالتزام بها عبر الإنترنت، وقم بدعوة جميع أفراد العائلة للمشاركة.

بالإضافة إلى هذا، على الآباء تحديد عمر للأطفال لاستخدام مواقع ويب معينة بعد بلوغه. على سبيل المثال، إنّ العديد من الآباء لا يسمحون لأبنائهم باستخدام فيسبوك قبل بلوغ 13 عاماً. وفي حال كنت أحد هؤلاء الآباء، عليك أن تشرح لأبنائك السبب المباشر خلف وضع هذا الشرط، وقم باستخدام التكنولوجيا لحماية طفلك من الإساءة المحتملة عبر  الإنترنت، كأدوات الرقابة الأبوية وفلاتر الإنترنت التي تساعد في هذا الأمر .

 

3. راقب شاشات أبنائك:

من الطبيعي أن تنخفض نسبة مشاركة الأطفال في التنمّر الإلكتروني إذا شعروا أنّهم تحت المراقبة أثناء استخدامهم الإنترنت. لذا، يجب عليك أخذ هذا التصرف في عين الاعتبار من خلال  مراقبة شاشتهم دائماً، وتحذيرهم من مشاركة معلوماتهم السريّة مع الغرباء، مثل الاسم، والمدرسة، والعنوان، ورقم الهاتف.

كما يتطلب منك أن تكون على استعداد دائم للإجابة على أسئلتهم. علاوةً على ذلك، عليك مساعدة أبناءك على إنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي والحسابات الأخرى، وكن دائماً على علم بكلمات المرور الخاصة بهم.  ومن المهم جداً أن تقوم بإضافة نفسك كصديق إلى جميع الصفحات التي يستخدمونها بهدف تتبع نشاطاتهم ومراقبتهم. وأخبر أبناءك أن لديك الحقّ في قراءة جميع رسائلهم الإلكترونيّة والنصيّة أو أيّ أمر قد يتعلق بالتكنولوجيا.

 

4. تعلّم كيفيّة التعامل مع الإساءة الإلكترونية:

إذا أصبح أبناؤك هدفاً للإساءة، انصحهم بتجنّب الاستجابة على الفور وعلّمهم كيفيّة حظر المسيء على وسائل التواصل الاجتماعيّ أو الإبلاغ عنه عند حدوث مشكلة، كما ينبغي عليك الاحتفاظ بنسخ من جميع الرسائل وعناوين البريد الإلكترونيّ وأسماء المستخدمين التي يستخدمها المعتدي، والأهم من هذا كلّه، هو تغيير الإعدادات والسماح لأشخاص محدّدين فقط للإشارة إلى طفلك بمنشور أو تعليق.

إذا تلقّى الطفل تهديدات أو تعرّض للمضايقات، قم بإبلاغ الموقع عن المعتدي. وإذا كان التنمّر من المدرسة، فلا تكتف بإبلاغ مدير المدرسة، بل تابع ما يحدث واطلب من المدرسة خطّة عمل مكتوبة لمعالجة هذا الأمر.

لا ترمِ اللوم على أبناءك، ولا تمنعهم بأي حال من الأحوال من استخدام التكنولوجيا. وإذا بدت عليهم علامات الاكتئاب أو أعراض أخرى، فمن الأفضل مراجعة مختص أو طبيب لهم.

وفقاً  للخبراء: "إنّ حالات التنمّر عبر الإنترنت مختلفة ومتنوعة كتنوع الأشخاص المتواجدين على هذه الشبكة. لذا، لا ننصح عموماً بالرد أو الانتقام، بل بحظر "المتنمّر"، وطباعة الأدلّة والاحتفاظ بها في حال احتجنا إليها، إذ يمكن لها أن تكون مفيدة في بعض الحالات. ولكن أهمّ ما عليك فعله هو التحدّث مع أبنائك حول ما يحدث، ومساعدتهم على التفكير فيما حدث، وكيف يشعرون حياله، وما الخطوة التي يجب أن يقوموا بها. لا أحد يعرف كيفيّة حلّ الموقف دون فهمه بالكامل. لذلك، من المهم إشراك أبنائك في العملية وليس السيطرة على نفسك فقط، لأنّ الهدف الرئيسي هو مساعدتهم على تعزيز ثقتهم بأنفسهم، والتي ربما تكون قد اهتزت، والعمل على استعادة شعورهم بالسلامة البدنيّة أو العاطفيّة مجدداً" .

 

وفي النهاية، إنّ الأمان والسلامة عبر الإنترنت يجب أن يلعبوا دوراً كبيراً في قواعد المنزل. ويعدّ منع الإساءة عبر الإنترنت عملية مستمرة. لذا، اشرح لأطفالك عن هذا الموضوع من خلال استخدام أمثلة من الحياة اليوميّة، واذكر لهم أهمية اتباع إرشادات الحماية عبر الانترنت. من ناحيةٍ أخرى، احرص على سلامة طفلك عبر وضع الحدود والتوقّعات، بالإضافة إلى تزويدهم بالمرح والتعلّم، واستخدام الإنترنت بشكلٍ آمن.

اخر تعديل
02-06-2021
زمن القراءة
4 دقائق

دعوة للفعل

تعلّم كيفيّة توفير الدعم والحماية لأبنائك أثناء تواجدهم على الإنترنت.

موارد خارجية