ما هي أنواع الإساءة عبر الإنترنت؟
التعامل مع خطاب الكراهيّة
ما هو خطاب الكَراهِية؟
خطابُ الكراهِية هو شكلٌ من أشكال التَّواصل، حيث يتعمّد من يكتب المحتوى مهاجمتَك على أساس النَّوع الاجتماعيّ والدِّين، والعرق، أو الإعاقة. وتأتي الأنواع الأكثر شيوعاً من خطاب الكراهية عبر الإنترنت من مصادرَ غيرِ معروفة. عادةً ما يُنشئ مُرسل التَّعليق أو المحتوى المسيء حساباً مزيّفاً (للتَّصيّد) يستخدمه لحماية هويّته الحقيقيّة. وعندما يرسل المتصيّد رسائله بأمان، يتأثّر من يتلقّاها سلبيّاً.
على الرغم من أنّ المتصيدين يستخدمون حسابات وهميّة في معظم الحالات، لكن في بعض الأحيان، قد تتلقَّى رسائل من حسابٍ حقيقيٍّ مألوفٍ لك !
اذاً، يمكن تعريف خطاب الكراهية على أنّه أيّ رسالة يتمُّ إنشاؤها لإلحاق الأذى بك، سواء كان مصدرها حقيقيّاً أم وهميّاً.
لماذا ينشر النَّاس خطابَ الكراهية على الإنترنت؟ وما هي الطَّريقة المثلى للتَّعامل معه؟
إنّ التَّعرّض لخطاب الكراهية عبر الإنترنت يمكن أن يتسبَّبُ بأذىً شديد. وعند تقييم الموقف، من المهمّ فهم أنّ الشخص الذي يقوم بنشر أي شكلٍ من خطاب الكراهية، يُعدُّ ذلك علامةَ ضعفٍ من جانبه .وعلى غرار أيّ نوع من التنمّر نجد أنّ الذين يؤذون الآخرين عمْداً، يفعلون ذلك لأنّهم عاجزون عن التَّعامل مع مخاوفهم وضعفهم، لذلك تكون النَّتيجة محاولةُ نقله إلى الآخرين. لهذا السبب، نجد أنّ خطاب الكراهية في معظم الحالات يستند إلى حقائقَ خاطئةٍ ومعلوماتٍ غير دقيقة. تخيّل إنساناً عاجزاً عن التَّحلّي بالقوّة، وبدلاً من ذلك يخلق قوّة زائفة. إنه لأمرٌ محزنٌ أنّه في معظم الحالات يستصعبُ النَّاسُ طلب العونَ حتّى يتدهور الوضع ويصعب عليهم السَّيطرةُ عليه. فينتشر ما كان يمكن إيقافه في البداية.
هناك العديد من الأسباب التي تفسّر سبب استخدام الناس لخطاب الكراهية، وإليك بعضها:
- العجز عن التَّعامل مع المخاوف
- تدنّي الثِّقة بالنَّفس
- التأثّر بفكرة أنّ العدوانيّة تُظهِر القوَّة
- محاولة جذب الانتباه
- التهرّب من المشاعر، حيث يعجز البعض عن التَّعامل مع مشاعرهم السَّلبيّة فيلجؤون إلى توجيهها نحو الآخرين.
قد يلجأ ضحايا خطاب الكراهية لاستخدام خطابهم كآليّةٍ دفاعيَّة، لتمكين أنفسهم وحمايتها بعد وقوعهم ضحيّةً له.
يستغرق انتشار محتوى ما، بشكل فيروسيّ على الإنترنت، ثلاثين ثانية. وفي اللَّحظة التي تتلقَّى فيها رسالةً مسيئةً تصبح هدفاً لخطاب الكراهية. لذا، عليك التَّعرّف عليه على الفور. في معظم الحالات، قد تُفّضل ألّا تخبر أحداً، وقد تشعر أنّك مسؤول بطريقةٍ ما عن سلوك الآخر، أو قد تشعر في بعض الحالات بالقلق من أنّ حديثك عنه سيؤثر عليك بشكلٍ سلبيّ، لكن من جهةٍ أخرى، طلب العون هو أهمّ خطوةٍ لوضع حدّ لأيّ نوع من الكراهية، لأنك في اللَّحظة التي ستواجه فيها أيّ نوع من الكراهية أو تشهدها، ستجد نفسك تتحمّل تلقائيّاً مسؤولية التَّصرّف حيالها. وفي حين تبدو شبكة الإنترنت مكاناً للسَّلبيّة المستمرّة إلّا أنّها لا تزال مكاناً آمناً إلى حدّ كبير. لذا، يُعدُّ الإبلاغ عن حساب المتصيّد أمراً بالغاً في الأهمِّيّة للمساعدة في إنقاذ الآخرين من مواجهة موقف مماثل.
كيف أضمن عدم وقوعي ضحية لخطاب الكراهية؟
عادةً، حين نواجه موقفاً سلبيّاً، نميل إلى اعتباره أمراً شخصيّاً ونسمح له في بعض الحالات بالسيطرة علينا.
بغضّ النَّظر عن الموقف، يجب ألّا تَسمَح لنفسك أبداً بتصديق ما هو غير صحيح حولك. وتُعَدّ السَّيطرة على الموقف، من أنجح الطُّرق والاستراتيجيَّات للتغلّب على أيّ صعوبات. لذلك، افصلُ نفسك عن الحادث وابتعد قليلاً، لأنّ ذلك سيساعدك على فهم ما يحدث معك بشكل أفضل. كذلك من المهمّ دعمُ نفسك، وعدم تحمُّل العبء وحدَك.
قم بإنشاء قائمة تحقُّق تُساعدك في التَّعامل مع أيِّ موقف قد تواجهه:
قم بالإبلاغ، تجنّب المشاركة، واطلب العون!
اتَّبع تلك الخطوات، وتابع حياتك بثقة لأنَّك تعاملت مع الموقف. واعزلْ نفسك تماماً عن الحادث وسيطر على الموقف سواء كنت قد تأثَّرت بشكل مباشر بخطاب الكراهية أو شهدته، لأنّ التَّصدِّي لهذا الخطاب والمساعدة في وضع حدٍّ لأيّ نوع من السُّلوك السَّلبيّ عبر الإنترنت، سيقودك إلى التَّمكين الذَّاتيّ.
حين نساعد الآخرين ونتعاطف معهم، نشعر على الفور بإحساسِ الرِّضا. إذ أنّ اتّخاذ موقفٍ في مواجهة أيّ نوع من السُّلوك السَّلبيّ عبر الإنترنت يثمرُ نتائجُ إيجابيّة، لأنّ القيام بعمل صالح حتى لو كان بسيطاً، لا يشعرك بالرِّضا فحسب، بل يمنحك أيضاً حافزاً ويعزّزُ صحَّتك النَّفسيَّة.
كيف أضمنُ عدم قيامي بنشر خطابِ كراهية؟
عند مواجهة أيّ نوع من المواقف التي قد تثير أو لا تثير أفكاراً سلبيّة، عليكَ دائماً التَّساؤل عن النتيجة النِّهائيَّة التي تريدها أن تكون. وحين تواجه أيّ نوع من الكراهية على الإنترنت، لديك الحقّ في تحديد التَّصرّف الذي تراه مناسباً للموقف.
وأخيراً، إذا استطعت أن تفهم مشاعرك، والتَّحكّم في أفكارك بهدف تجنّب فقدان السَّيطرة على الموقف، ستصل في النّهاية إلى حلٍّ مناسب. وفي حال واجهتَ أيّ نوع من السُّلوك السَّلبيّ عبر الإنترنت، من المهمّ جداً تذكّر أنّ سمعتك على الإنترنت مهمّة، وأنّكَ الشَّخص الوحيد الذي يتحكّم بها. وعند السَّماح للمتصيّد بإثارة ردّ فعل سلبيّ منك، ستمنحه القدرةَ على تغيير تصوّر الآخرين عنك. احرص دائماً على إتقان فنّ منع النَّاس من إثارة ردّ فعلك السَّلبيّ، وبدلاً من ذلك، سيطر على الموقف واتّخذ قراراً بشأن الإجراء المناسِب بنفسِك.