Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المهارات التِقنيَّة المطلوبة لِسوق العمل

ملخص
youth
تُعرّف هذه المقالة فئة الشباب حول المهارات الرّقميّة الأساسيّة والمتقدّمة، وأهمّيّتها وحاجتهم إليها، وكيف يمكن اكتسابها وتحسينها.

لا شكّ في أن نمط حياتنا قد تغيّر نتيجة عوامل عديدة، وتَبِعَ ذلك تغيُّر في طرق أداء المهامّ وآلياتها، حيث باتت الرّقمنة الإطار الأساسي في ذلك. لذلك زادت حاجتنا إلى المهارات الرّقميّة أثناء الأزمات والظّروف الطّارئة، وعند التعامل مع متطلبات التّوظيف في الشّركات العملاقة والصّغيرة أيضاً، ولدى دراسة التّخصّصات الرّقميّة المطروحة حديثاً في الجامعات. وزادت الحاجة إلى المهارات الرقمية أيضاً بسبب تطوّر المناهج الدّراسيّة في معظم دول العالم، خاصّة في الدّول النّامية، وتضمينها المهارات والعناصر الرّقميّة في مختلف الموادّ الدّراسيّة. ولتحقيق الفرص الّتي تُتيحها الرّقمنة بدأ القطاعان العامّ والخاصّ في إلزام الموظفين الحاليين والمستقبليين بتعلم المهارات الرّقميّة، بدل أن يكون ذلك اختيارياً. ويتوقّع خبراء عالميون تزايد طلبات التوظيف لمن يمتلكون مهارات رّقميّة عالية. 

 

 ما هي المهارات الرّقميّة؟ 

 تُعرِّف منظمة اليونسكو المهارات الرّقميّة بأنها "مجموعة من القدرات التي تخوّل صاحبها استخدام الأجهزة الرّقميّة وتطبيقات الاتّصال والشّبكات للوصول إلى المعلومات وإدارتها، بحيث تمكّنه من إنشاء محتوى رقميّ ومشاركته، وتمكّنه أيضاً من التّواصل والتّعاون وحلّ المشكلات لتحقيق ذاته بشكل فعّال ومبدع في الحياة اليومية والتّعلّم والعمل والأنشطة الاجتماعيّة بشكل عامّ". 

ورغم وجود اختلاف في وجهات النّظر حول تحديد أهمّ هذه المهارات، إلّا أن هناك توافقاً تامّاً على كثير منها، ويتضمن ذلك المجالات الأساسيّة والمتقدّمة، والّتي من شأنها تلبية احتياجات الشّباب التي ستتخرّج والتي ستخوض غمار العمل، أو الذين بدؤوا العمل فعلاً.

 

أهمّيّة المهارات الرقميّة والطلب المتزايد عليها

لا شك في أن اكتساب المهارات الرّقميّة يؤدي إلى تعزيز آفاق حياتك المهنيّة ويمنحكَ قوّة البقاء فيها، فالطّلب يتزايد بشدة على من يمتلكها نتيجة التطوّر العالميّ في مجال الرقمنة وزيادة الطلب عليها. وهناك دراسات وأبحاث توضّح أهمّيّة اكتساب هذه المهارات، حيث أظهرت إحصائيّات بريطانيّة أنّ 82 بالمئة من فرص العمل تتطلّب مهارات رقميّة. فيما أثبتت دراسات أخرى أنّ دخل من يمتلك هذه المهارات يزيد بنسبة 25 بالمئة عمّن لا يمتلكها، وقد تصل النّسبة إلى 40 بالمئة في حال امتلاك الموظّف لمهارات متقدّمة. كما أنّ صعودنا السّلم الوظيفيّ وترقياتنا أصبح مرتبطاً بمدى امتلاكنا لهذه المهارات.  

إضافةً الى ذلك، قد تُعزز المهارات الرّقميّة الحياة المهنيّة لمن يرغبون في العمل المستقلّ وتنويع مصادر دخلهم، فهي تساعد في تغطية النّفقات الكبيرة الّتي تتطلبها الحياة العصريّة. كما أنّ اكتسابها سيسمح لك بالمنافسة في جميع سياقات العمل، وربما يجعلك قادراً على التطوير الذاتي لعملك بدلاً من دفع مبالغ طائلة لشركات التّطوير الرّقميّ. وعليك معرفة أن جميع المهن والوظائف غير الحرفيّة سوف تعتمد على امتلاك مهارات رقميّة أساسيّة كحد أدنى في المستقبل غير البعيد لذلك ينبغي اتخاذ خطوات جريئة لتعلّم مهارات رقميّة جديدة، أو صقل المهارات السّابقة لحصد فوائد النّجاح على المدى البعيد. وكل ذلك يتطلّب منك تخطيطاً مناسباً وتدريباً وصبراً وشغفاً لتحقيق النجاح. 

ولعل جائحة فيروس كورونا المستجد، كانت سبباً في إظهار مدى حاجتنا إلى هذه المهارات على المستوى الشّخصيّ والمهنيّ أيضاً.ولكن الفترة القادمة من حياتنا تتطلّب وعياً أكثر بأهمّيّة هذه المهارات وضرورة السعي لاكتسابها وتطويرها بشكل مستمر 
لذلك يجب أن تكون على دراية بالمهارات الرّقميّة التي يبحث عنها أصحاب العمل حتى تكون مستعدًا للخوض في سوق العمل. 

 

المهارات الرّقميّة الّتي يبحث أصحاب العمل عنها

أهمّ مجالات المهارات الرّقميّة الأساسيّة: 

  • مهارات أساسيّة تتعلّق بالقدرة على استخدام التّقنيات الرّقميّة، مثل استخدام متصفّحات الإنترنت، وكيفيّة الاتّصال بالإنترنت، واستخدام بعض التّطبيقات الرّقميّة البسيطة، والمستخدمة على المستوى الشّخصيّ والمهنيّ. 
  • مهارات التّواصل الرّقميّ، مثل إرسال رسائل البريد الإلكترونيّ بأمان، وتضمين المرفقات، والمشاركة والتّفاعل على وسائل التّواصل الاجتماعيّ المختلفة. 
  • مهارات التّعامل مع المعلومات والمحتوى، والبحث عنها والوصول إليها؛ باستخدام محرّكات البحث المختلفة، إضافة إلى إدراك احتمال زيف أي محتوى منشور عبر الإنترنت. 
  • مهارات العمليّات البسيطة، مثل كيفيّة إنشاء الحسابات الخاصّة باستئجار أو شراء السّلع أو الخدمات المعروضة عبر الإنترنت، ومعرفة طرق الدّفع الآمنة المختلفة، وملء النماذج المطلوبة عبر الإنترنت. 
  • مهارات الأمن والسّلامة الرّقميّة، والّتي تعني أن تكون آمناً وقانونيّاً أثناء استخدام الإنترنت، كما تتضمّن قدرتك على فهم أفضل الممارسات في تخزين البيانات، ومشاركتها، وتحديث كلمات المرور، والمحافظة على أمنها، إضافة إلى قدرتك على اتّخاذ الاحتياطات اللّازمة ضدّ الفيروسات والاختراقات. 

ويمكننا القول إنّ هذه المهارات الرّقميّة تلزمك في الحياة المهنيّة أو الشّخصيّة اليوميّة، وستكون كافية إلى حدّ ما لفئة محدّدة من العاملين. لكن فئة الطموحين الّذين يتطلّعون إلى العمل في القطاعات الرّقميّة أو القطاعات الّتي يعتمد كل عملها أو معظمه على الرّقمنة سيحتاجون في ظلّ النمو المستمرّ للقطاع الرّقميّ إلى امتلاك مهارات أكثر تقدّماً وتطوّراً، تتعلّق غالباً بمجالات معيّنة من الأعمال الرّقميّة. وفيما يلي أهمّ مجالات المهارات الرقميّة المتقدّمة. 

 

أهمّ مجالات المهارات الرقميّة المتقدّمة: 

  • مهارات التسويق الرقميّ: لا ينكر أحد أن الإنترنت قد غيّر اتجاهات التسويق، ونقله إلى مستويات أداء عالية، وتتضمّن هذه المهارات الدفع لكلّ نقرة عبر الإعلانات، وتوجيه محرّكات البحث، إضافة إلى مهارة التسويق عبر البريد الإلكترونيّ وغيرها الكثير. 
  • المهارات المتقدّمة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعيّ: حيث تُعدّ المهارات الرقميّة البسيطة والمتقدّمة الخاصّة بوسائل التواصل الاجتماعيّ ضرورية للمشاريع الاقتصاديّة والاجتماعيّة وغيرها؛ لما لها من دور فعّال في حياتنا اليوميّة والمهنيّة.  
  • مهارات تجربة المستخدم أو ما يعرف بـ UX: وهي بشرح مبسّط: فنُّ التّأكّد من أنّ التّطبيقات ومواقع الإنترنت والقنوات الرّقميّة الأخرى مألوفة وممتعة للمستخدم. 
  • مهارات تحليل الويب: هي مجموعة من المهارات الرقميّة الّتي تقوم على تجميع دقيق لبيانات المستخدمين وسلوكهم وإدراكها وتحليل كلّ المعطيات، وتقديم تقارير دقيقة وواضحة؛ تساهم في تعزيز الأداء واتّخاذ القرارات الملائمة، ولديها القدرة أيضاً على تتبُّع نجاحات وإخفاقات مقدّمي الخدمة أو شركات البيع، وقياس أدائهم بشكل كمّيّ. 
  • مهارات توظيف الذكاء الاصطناعيّ: حيث يلعب الذكاء الاصطناعيّ دوراً متزايداً في الأعمال التجارية الحديثة، فالتّنبّؤ الّذي يمكن أن يقوم به حول كيفيّة تصرّف النّاس في سياق معين هو مفتاح لقبولهم كلّ ما تُسَوّق له. 

وهناك عدد آخر من المهارات الرقميّة المتقدّمة لا مجال لمناقشتها الآن مثل: تسويق المحتوى، وتصوّر البيانات، وتطوير مواقع الويب والتطبيقات، والتسويق عبر محرّك البحث (SEM)، وإنتاج الفيديو، وغيرها. 

 

اكتساب المهارات الرقميّة وتعزيزها  

الفرص المتاحة لاكتساب وتعزيز المهارات الرّقميّة الأساسيّة وحتّى المتقدّمة، هي كثيرة جدّاً، وتنتظر منكَ فقط القيام بالخطوة الأولى طالما اقتنعت بأهمّيّتها وحاجتك الملحّة لها وسهولة الحصول عليها. ويمكنك تحقيق ذلك بطرق عدّة، أهمّها:  

  • الالتحاق بدورات مجانيّة على مواقع الإنترنت؛ فهي من أفضل الموارد الّتي يمكنك الاستفادة منها لاكتساب وتحسين مهاراتك الرّقميّة الأساسيّة، أو حتّى بعض المهارات المتقدّمة. 
  • قراءة المصادر المعرفيّة الورقيّة أو الإلكترونيّة المتعلقة بالمهارات الرّقميّة، حيث تجد في كثير منها عصارة خبرات أصحابها على مدى سنوات طويلة. 
  • الاستفادة من تبادل الخبرات في المحيط العائليّ وبيئة العمل، فهناك كثير ممن حولك سبقوك إلى تطوير مهاراتهم واستثمار ذلك في حياتهم وعملهم. انتهز كلّ فرصة لتتعلّم منهم، وكن مبادراً في الاستفسار والسّؤال ولا تنتظر أحداً ليقدّم لك المعرفة والمهارة دون طلب منك. 
  • القيام بإجراءات ولو كانت بسيطة في مجال توظيف الأدوات الرّقميّة في حياتك الشّخصيّة والمهنيّة، وجعلها عادة يوميّة لك؛ وقد يساهم ذلك في زيادة مستوى قدراتك الرّقميّة مع مرور الوقت؛ فكلما بذلت جهداً لاستخدام التّقنيات الرّقميّة والإنترنت في حياتك، زادت سرعة تحسّن مهاراتك. 
  • تحسين طرق التّواصل مع الآخرين عبر الإنترنت، فذلك هو مفتاح وصولك إلى ما تريد بفاعلية، لذا تأكّد من امتلاك عنوان بريد إلكترونيّ، أو أكثر من خدمة سهلة الاستخدام مثل Gmail، لاستخدامها ليس فقط في عمليّات التّواصل، وإنما للتّسجيل في العديد من خدمات مواقع الإنترنت والتّطبيقات. واحصل أيضاً على خدمة مؤتمرات الفيديو المجانيّة مثل Skype؛ التي تمكنك من التّواصل والتّعاون مع الزّملاء والأصدقاء والعائلة بطرق مختلفة.  
  • زيادة التّواجد على الإنترنت، حيث أصبح هذا التواجد عبر منصات التّواصل الاجتماعيّ مثلاً عنصراً أساسيّاً في زيادة حجم التّواصل والتعرّف على المزيد من الأشخاص وبناء علاقات عمل معهم ومواكبة آخر الأخبار من خلالهم. كما أنّ ذلك يُعدّ أمراً مهمّاً للشركات الّتي تعمل فيها أو معها.  
  • تمرير خبراتك ومهاراتك الرّقميّة للآخرين؛ فبعد أن تقوم بصقل مهاراتك الرّقميّة الخاصّة وتطويرها، فإنّ أفضل طريقة للحفاظ عليها واكتساب فهم أعمق لما تعرفه حولها هي نقلها إلى الآخرين؛ سواء عبر بيئة عملك، أو عبر تصميم منهجك الخاصّ ونشره عبر القنوات المختلفة.  
  • الاستمراريّة في استخدامك لمهاراتك الرّقميّة؛ فإذا لم تقم بذلك فلن تتمكن من مواكبة أحدث التّطورات في مجالات الرقمية، وقد تنسى حتّى كيفيّة القيام بأشياء أساسيّة.  
  • المتابعة المستمرّة للمستجدّات الرّقميّة؛ فهذه أساسيّة للحفاظ على مهاراتك الرّقميّة المكتسبة، وتعزيزها وتطويرها. 

 

وأخيراً، إذا كنتَ تتطلّع إلى بدء حياتك المهنيّة أو تغيير وظيفتك أو تنمية عملك أو الحصول على ترقية، فإنّ تجاهل اكتساب وتحسين المهارات الرّقميّة قد لا يعود بنتائج محمودة على المدى البعيد. فاحرص على أن تبدأ الآن، وليس بعد قليل، فالنمو الرّقميّ متسارع، والمنافسة في أوجها. وتتناسب فرصك في كسب الوظيفة مع مدى امتلاكك للمهارات الرّقميّة الأساسيّة كحد أدنى، فاجعل غايتك الوصول إلى المتقدّم منها؛ حتّى تكون قابلاً للتوظيف على الفور متى تقدّمت، أو مستحقًّا للتّرقية متى حلّت. 

اخر تعديل
26-02-2021
زمن القراءة
7 دقائق

دعوة للفعل

من خلال معرفتك لماذا تحتاج الشركات المهارات الرقمية، سيزداد الدافع لديك لتعلُمِها.

موارد خارجية