Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما تحتاج لمعرفته حول مهارات القرن الحادي والعشرين

ملخص
public
تعرّف هذه المقالة مهارات القرن 21 الضّروريّة، مفهومها وأهميتها وحاجتنا إليها، وعلاقتها بالسلامة الرقمية.

في ظلّ التّغيّرات المستمرّة الّتي يشهدها المجتمع العالميّ، خاصّة تلك الّتي طرأت مع بداية القرن 21 وما زالت؛ أصبحت مُهمّة تحديد المهارات المطلوبة من الإنسان، ووعيه التّام بها، واكتسابه لها أمرًا أساسيًّا؛ بُغية الوصول إلى أفراد قادرين على التّعامل مع مُتطلبات العصر والمراحل اللّاحقة، ومتمكّنين من المهارات الأكاديميّة والحياتيّة الدّاعمة، وقادرين على التّأقلُم والمنافسة ومواجهة التّحدّيات المختلفة؛ لا سيّما أنّ التَّقنيّة تلعب دورا كبيرا في بناء هذه المهارات، وأنّ كثيرا منها مُرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالسّلامة على الإنترنت 

لقد عَمِلَت كثير من المؤسّسات الحكوميّة، والخاصّة، والباحثين المستقلّين حول العالم على تحديد هذه المهارات، وتعريفها وبيان فوائدها، ومدى الحاجة إليها، وكيفيّة استخدامها، وربما كانت هناك بعض الاختلافات فيما تمّ التّوصّل إليه، لكنّها غالبا اختلافات شكليّة وتنظيميّة، كما أنّ هناك ارتباطات وتداخلات وتقاطعات بين كثير من هذه المهارات. وفيما يلي أهمّ هذه المهارات، وما نحتاج معرفته حولها بشكل ضروريّ:  

 

  • التّفكير النّقديّ: ويقصد بهذه المهارة؛ قدرة الفرد على التّحليل والتّفسير والتّقييم واتّخاذ القرارات، وهي من أهمّ مهارات هذا القرن، سيّما مع وجود كَمٍّ هائل من المعلومات الّتي تحتاج إلى المعالجة وإطلاق حكم عليها، ويُعتبر الإنترنت مصدرا مهمّا لهذه المعلومات، بل هو الصّندوق الأكبر الّذي يحتويها، وحتّى نصل إليها لا بد لنا من امتلاك المهارات التّقنيّة اللّازمة في البحث، والتّواصل، والتّعامل مع الأدوات والتّطبيقات التّقنيّة المختلفة، ما يعني أنّنا خلال ذلك نكون معرّضين إلى كثير من التّحدّيات، والمخاطر الّتي تتعلق بانتهاك الخصوصيّة، و تقديم معلومات شخصيّة، وغير ذلك مما يُهدّد سلامتنا وأمنِنا الرّقميّ.  
  • التّواصل: تشير هذه المهارة إلى مستويات متعدّدة الأوجه من التّفاعل، ومشاركة المعلومات، والّتي يقوم بها الأفراد؛ للتّعبير عن أفكارهم، وإبداء آرائهم بوضوح للآخرين؛ باستخدام وسائل مختلفة، لا تقتصر على الحديث وجها لوجه، أو كتابة الرّسائل، بل تعدّتها إلى استخدام الأدوات والتّطبيقات التّقنيّة؛ حيث يعتبر ذلك جزءا أساسيّا مما يسمى (طلاقة الإعلام)، والّذي يتوجّب فيه استخدام المواقع الإلكترونيّة، ومنصّات التّواصل الاجتماعيّ المختلفة، والبريد الإلكترونيّ، وتطبيقات المحادثة والاجتماعات وغيرها. ولا بُدّ هنا من الإشارة إلى أهمّيّة ممارسة الاتّصال المسؤول، وتطوير وصقل كلّ جانب من جوانب مهارات الاتّصال؛ الّتي تخدمنا بشكل جيد في حياتنا الشّخصيّة والمهنيّة، وأن نكون على وعي بالمخاطر، والتّحدّيات الّتي تواجِهُنا أثناء عمليّات التّواصل المختلفة، ومثال ذلك التّنمّر الإلكترونيّ، واختراق الخصوصيّة، والحصول على بياناتنا الشّخصيّة أو البنكيّة، وغيرها مما يهدّد سلامتنا على الإنترنت. 
  •  التّعاون: ويقصد بهذه المهارة، العمل الفريقيّ لتحقيق هدف ما في مجموعات مرنة، يتمّ فيها تقاسم المسؤوليّة، مع الشُركاء ضمن مساحة مادّيّة (غرفة الصّفّ، قاعة الاجتماعات في الشّركة ...) أو افتراضيّة (الفصول الافتراضيّة، منصّات التّواصل الاجتماعيّ، مجتمعات افتراضيّة ...)، وتكمن أهمّيّة هذه المهارة في كون الإنسان اجتماعيّ بطبعه؛ يكتب وينشر ويتحدّث ...الخ، ويحتاج لمشاركة ذلك مع غيره، ومناقشتهم فيه، والاستفادة من خبراتهم ومعارفهم وتجاربهم، ومساعدته في حلّ المشكلات، واكتساب هذه المهارة من خلالهم أيضا، وهذا ليس مهمّا للتّعلّم فقط، بل هو ضروريّ أيضا للصّحّة العقليّة والعاطفيّة، ويَسير هذا النّوع من التّفاعل مع عقليّة الوعي العالميّ؛ الّذي يُعدّ جزءا من المواطنة الرّقميّة العالميّة. وترتبط مهارة التّعاون ارتباطا وثيقا بمهارة التّواصل، بل هي المُحَرِّك الأساس لها، وهذا يتطلّب حرصا شديدا على أمنِنا، وسلامتنا الرّقميّة؛ كما ذكرنا أثناء الحديث عن مهارة التّواصل، وأن نكون على وعي بالمخاطر، والتّحدّيات الّتي تواجهنا أثناء عمليّات التّعاون والتّواصل المختلفة، خاصّة في البيئات الافتراضيّة الّتي تحتّم علينا المحافظة على سلامتنا على الإنترنت.  
  • التّفكير الإبداعيّ: وتتطلّب هذه المهارة قدرة الأفراد على العصف الذّهنيّ، وتطوير الأفكار، والتّجاوب مع أفكار الآخرين، وجعل الأفكار ملموسة ومفيدة للآخرين، بحيث يكونون قادرين على التّفكير والعمل بشكل خلّاق في كلّ من البيئات الرّقميّة، وغير الرّقميّة؛ لتطوير حلول فريدة ومفيدة. وتعود أهمّيّة هذه المهارة إلى كون الإنسان يعيش حالة مستمرّة من التّحفيز، والتّطوير العصبيّ؛ خاصّة أثناء استخدامه التّقنيات المختلفة؛ فهو يبحث دائما عن طرق للتّعبير عن نفسه وتميّزه من خلال منصّات التّواصل الاجتماعيّ مثلا، حيث يقوم بعرض تجاربه و إبداعاته في مجال ما، وينتظر من الآخرين التّعليق عليها، و إعطائه تغذية راجعة حولها، وفي أثناء ذلك يواجه تحدّيات شيقة؛ تتيح له اكتشاف كيفيّة مواجهتها ببراعة، و بطرق إبداعيّة و مبتكرة، وحتّى يحقّق ذلك؛ لا بدّ له من القيام أحيانا بعمليّات البحث، و التّواصل و التّعاون، ما يُعرِّضُهُ أثناء ذلك إلى كثير من التّحدّيات، والمخاطر الّتي تتعلّق بحصول الآخرين على معلوماته الشّخصيّة، أو قيامهمّ بانتهاك خصوصيّته، أو سرقة أفكاره المبتكرة، وغير ذلك ممّا يهدّد سلامته وأمنه الرّقميّ.  
  • الوعي الثّقافيّ والأخلاقيّ والإحساس بالمسؤوليّة: وتتطلّب منّا هذه المهارة - ونحن نعيش ونعمل في بيئات متعدّدة الثّقافات – أن نكون قادرين على فهم الاختلافات بين هذه الثّقافات، وإبداء الاحترام والتّفهّم للآخرين. كما تتطلّب منّا القدرة على التّكيّف والتّعاطف والتّسامح والوعي العالميّ، إضافة إلى تحمُّلِنا للمسؤوليّات المختلفة، والقدرة على المساءلة الذّاتيّة؛ فمن هنا تبرز أهمّيّة هذه المهارة؛ والّتي تعدّ من خصائص المواطن الرّقميّ العالميّ، حيث تُحتِّم عليه أن يكون في أفضل حالاته؛ عند قيامه بالتّفاعلات المختلفة عبر الإنترنت أو خارجه، ما يعني ضمناً محافظته على سلامة الآخرين الرّقميّة، واحترام خصوصيّتهم وعدم انتهاكها، إضافة إلى حرصه على أمن وسلامة معلوماته الرّقميّة والشّخصيّة، سيّما أنّه يتعامل غالبا وبشكل افتراضيّ مع أشخاص ينتمون إلى ثقافات متنوّعة.   
  • محو الأمّيّة الرّقميّة والّتي تتضمن: 
  1. الوعي المعلوماتيّ الرّقميّ: ويقصد به محو الأمّيّة المعلوماتيّة الرّقميّة؛ من خلال تدريب وتعليم الأفراد كيفيّة اكتشاف المعلومات، والقدرة على تحديد مكانها، وتقييمها، واستخدامها بفعاليّة، والتّعامل الآمن معها ومع مصادرها. 
  2. الوعي الإعلاميّ الرّقميّ: ويقصد به محو الأمّيّة الإعلاميّة الرّقميّة؛ من خلال تمكين الأفراد من الوصول الآمن، والفعال إلى الوسائل والوسائط الإعلاميّة الرّقميّة، وتحليلها وتقييمها، بالإضافة إلى إكسابهم مهارات إنشاء الوسائط الإعلاميّة الرّقميّة المختلفة. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يتعدّاه إلى إكسابهم مهارات الثّقافة الإعلاميّة الرّقميّة؛ حيث يمكنهم فهم كافة الرّسائل الرّقميّة الّتي يتمّ بثّها عبر وسائل الإعلام المختلفة مثل: الكتب، التّلفاز، الرّاديو، المجلات وغيرها. 
  3. المعرفة والمهارة التّقنيّة: ويقصد به محو الأمّيّة التّقنيّة؛ من خلال تدريب الأفراد، وتعليمهمّ كيفيّة استخدام الأدوات، والتّطبيقات التّقنيّة، والمواقع الإلكترونيّة، ومنصّات التّواصل الاجتماعيّ، والتّعامل مع البريد الإلكترونيّ، بشكلٍ آمن؛  يساعدهم في الوصول بفاعليّة إلى المعرفة، وتقييمها، ومشاركتها.  من هنا، يمكننا القول أنّ هذه المهارة تساهم بشكل واضح في تشجيع الأفراد على استخدام التّقنيات المختلفة بأمان، وتقوم على تثقيفهم، وزيادة وعيهم حول المخاطر الّتي ربما يوجهونها أثناء استخدامهمّ الإنترنت، وتقدّم لهم معلومات وتعليمات واضحة؛ حول المواقع الإلكترونيّة الّتي يمكن الوثوق بها، أو طريقة اكتشاف موثوقيّتها، ومستوى الأمان في التّعامل معها. 

 

وأخيرا، ومع حاجتنا الملحّة لامتلاك مهارات هذا القرن؛ حتّى نكون أفرادا غير مُهمَّشين، بل فاعلين ومنتجين في مجتمعاتنا المحليّة والمجتمع العالميّ، وقادرين على مواجهة تحدّيات هذا العصر بثقة واقتدار، فلا بد لنا من ضرورة الانتباه والحذر الشّديدين أثناء ذلك؛ حتّى نكون آمنين، ونحقّق السّلامة الرّقميّة لأنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا.

اخر تعديل
06-09-2021
زمن القراءة
6 دقائق

دعوة للفعل

تعرّف على مهارات القرن 21 الضّروريّة، مفهومها وأهميتها وحاجتنا إليها، وعلاقتها بالسلامة الرقمية.

موارد خارجية