Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأدوار والمسؤوليّات في التّعليم والتّعلّم عن بُعد

ملخص
public
تشرح هذه المقالة أدوار ومسؤوليات كلّ من الطُّلّاب والمعلّمين وأولياء الأمور والمدراس في التّعليم والتّعلّم عن بُعد.

إنّ التّعليم والتّعلّم عن بُعد هو النّمط العالميّ الجديد، الّذي يقوم على التّقنيات الحديثة؛ لتسهيل عمليّات التّعليم والتّعلّم والتّواصل بين أطرافها، والّذي فرض نفسه نتيجة للتّغيّرات المختلفة في أنماط الحياة، والتّطوّر التّقنيّ المتسارع، والظّروف الطّارئة، الّتي أدّت جميعها إلى اختلاف احتياجات المتعلّمين وتطوّرها.

يوفّر هذا النّمط تعليماً واسع النّطاق للجميع، حيث يقود الكثيرين إلى التّعلّم بشكل فرديّ، وتتوسع مسؤوليّة التّعليم لتشمل الطّالب ووليّ الأمر؛ فلا تصبح حكرا فقط على المعلّم، كما يوفّر جوًّا إبداعيًّا للمتعلّمين والمعلّمين، وبيئة مناسبة لطرح الأفكار، وتقديم المعلومات المحدّثة والّتي تثير اهتمام المتعلّمين.    

 

نظرة عامّة:

بشكل عامّ، يتركّز دور الطّالب في التّعلّم، حيث يتطلّب منه التّعامل مع أدوار مختلفة - إلى حد ما - عن الأدوار الّتي كان يؤدّيها أثناء التّعلّم التّقليديّ، أمّا المعلّم فيتركّز دوره في عمليّة التّعليم؛ من خلال ما يقوم به من عمليّات التّخطيط والتّصميم؛ للمحتوى والاستراتيجيّات، إضافة إلى دوره المهمّ في توجيه الطّلّاب ودعم وإدارة تعلّمهم.

ولوليّ الأمر دور مهمّ أيضا يتمحور في إدارة البيئة المنزليّة، وتهيئتها؛ بحيث تدعم تعلّم الأبناء، وتساعدهم على أداء أدوارهم بسهولة ويسر، وربّما يصل به الأمر إلى القيام بدور المعلّم؛ خاصّة في مراحل التّعليم المبكّرة، أو عندما يكون لديه ابن من ذوي الاحتياجات الخاصّة، ولا يتوقّف هذا الدّعم عند الأبناء، بل يتعداه إلى دعم المعلّم والمدرسة؛ من خلال التّواصل الفعّال.

ويمكننا القول: إنّ دور المدرسة أو المؤسّسة التّعليميّة - بما في ذلك وزارة التّعليم وإداراتها – هو دور توعويّ وتأسيسيّ وتنظيميّ وإداريّ، يقوم على توفير الموارد والتّطبيقات الرّقميّة، والكوادر المؤهّلة من معلّمين وتقنيّين وإداريّين، وتوفير التّدريب الملائم والمستمرّ لهم، وتقديم الدّعم لجميع الأطراف السّابقة؛ بما يحقّق جودة المخرجات، ويضمن سير العمل بسهولة ويسر؛ وفق الخطط والإمكانات المتاحة. وفيما يأتي، سيتمّ التّطرق بشيء من التّفصيل لأدوار ومسؤوليّات هذه العناصر الأربعة. 

 

أدوار ومسؤوليّات الطّالب:

بما أنّ عمليّتي التّعليم والتّعلّم - سواء التّقليديّ أو عن بعد - يجب أن تتمحورا حول الطّالب، فإنّ أدوار الطّالب ومسؤوليّاته تشكّل الجزء الأكبر في عمليّات التّفاعل؛ الّتي تتمّ أثناء عمليّة التّعليم والتّعلّم عن بعد، بل إنّ المتعلّم لا بدّ أن يكون طرفًا في أيّ منها، حيث تُصنّف هذه التّفاعلات إلى أنواع ثلاثة: 

  • تفاعل المتعلّم مع المحتوى. 
  • تفاعل المتعلّم مع المعلّم. 
  • تفاعل المتعلّم مع أقرانه. 

 

ووفقًا لنتائج بعض الأبحاث حول أدوار ومسؤوليّات الطّالب في التّعليم والتّعلّم عن بعد، فيمكننا التّأكيد على أنّه يجب على الطّالب الوعي والالتزام بما يأتي: 

  • التّفاعل المستمرّ مع المعلّم والمحتوى والأقران.، والحصول على التّغذية الرّاجعة المناسبة لتحسين الأداء. 
  • المسؤوليّة الذّاتيّة عن المهمّة والأداء؛ فكلّ طالب يجب أن يعي أنّه مسؤول عن تعلّمه، وأنه يستطيع أن يقرّر ما يريد تعلمه بناء على احتياجاته، ولا يكتفي بما يحصل عليه من المعلّم أو الأقران؛ بل يجب عليه بشكل فرديّ أو تعاونيّ البحث والتّقصّي حول مواضيع الدّروس. 
  • استشارة ذوي العلاقة (المعلّم، وليّ الأمر ...إلخ) عند الحاجة من خلال وسائل التّواصل المختلفة. 
  • سلوك مسار التّعلّم الفرديّ في بعض الأحيان. 
  • اكتساب المهارات التّقنيّة الكافية الّتي يستطيع من خلالها التّواصل الفعّال، وأداء مهمّاته بشكل مناسب. 
  • الحفاظ على مستوى المشاركة الفعّالة مثل ما كان يحدث أثناء التّعلّم التّقليديّ. 
  • التّقييم الذّاتيّ والمستمرّ لأدائه، وإصدار حكم عليه؛ بهدف تحسينه وتطويره. 

 

 

أدوار ومسؤوليّات المعلّم:

إنّ الدّور الرّئيس للمعلّم في التّعليم والتّعلّم عن بعد يكمن في إعداد خطّة متكاملة لتعلّم الطّلّاب، وتصميم آليّات وإجراءات التّنفيذ، وإدارة عمليّات التّعليم والتّعلّم، انطلاقا من احتياجات المتعلّمين، والاستعداد الدّائم لتوجيه الطّلّاب وتقديم الدّعم المناسب لهم.

 

ووفقًا لنتائج بعض الأبحاث حول أدوار ومسؤوليّات المعلّم في التّعليم والتّعلّم عن بعد، فيمكننا التّأكيد على أنّه يجب على المعلّم الوعي والالتزام بما يأتي:  

  • تحديد احتياجات الطّلّاب للتّعلّم. 
  • بناء خطّة إجرائيّة قابلة للتّنفيذ وقياس مدى تحقّق أهدافها، وتراعي احتياجات الطّلّاب، ومستوياتهم المعرفيّة، وأنماط تعلّمهم، من خلال تصميم آليّات وإجراءات مناسبة ومتنوّعة. 
  • امتلاك المهارة المناسبة لإدارة التّعليم والتّعلّم عن بعد، وضمان مشاركة أغلب الطّلّاب إن لم يكن جميعهم. 
  • تقديم التّوجيهات والإرشادات المناسبة في وقتها للطّلّاب. 
  • تشجيع الطّلّاب وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة، وتقديم التغذية الراجعة المناسبة لهم في وقتها. 
  • التّفاعل المستمرّ مع الطّلّاب والمحتوى، والحصول على التّغذية الرّاجعة منهم لتحسين أدائهم. 
  • مراعاة الفروق الفرديّة، وسلوك مسار التّعليم المتمايز متى اقتضى ذلك. 
  • المسؤوليّة الذّاتيّة عن إعداد المهامّ والأداء؛ فكلّ معلّم يجب أن يعي أنّه مسؤول عن تعلّم الطّلّاب، وإدارة هذا التّعلّم بما يضمن حصول الطّلّاب على تعليم نوعيّ ذي جودة، ويساهم في تحسين مستوى أدائهم وتحصيلهم، وعليه وبشكل فرديّ أو تعاونيّ القيام بعمليّات البحث والتّقصّي حول مواضيع الدّروس. 
  • استشارة ذوي العلاقة والتّواصل الفعّال معهم (إدارة المدرسة، الطّالب، وليّ الأمر ...إلخ) متى اقتضت الحاجة من خلال وسائل التّواصل المختلفة. 
  • اكتساب المهارات التّقنيّة الكافية الّتي يستطيع من خلالها التّواصل الفعّال، وأداء مهمّاته بشكل مناسب، أو حتّى تدريب الطّلّاب وتوجيههم في بعض الأحيان بخصوص ذلك. 
  • تقييم أداء الطّلّاب باستخدام أدوات مناسبة، وتوثيق الحضور والمهامّ والمشكلات الّتي قد تواجهه أو تواجه الطّلّاب، والعمل عليها ذاتيّا أو بمساعدة الآخرين. 
  • اتّباع آليّات واستراتيجيّات تساهم في الحفاظ على مستوى المشاركة الفعّالة للطّلّاب؛ مثل ما كان يحدث أثناء التّعلّم التّقليديّ. 
  • التّقييم الذّاتيّ والمستمرّ لأدائه، وإصدار حكم عليه؛ بهدف تحسينه وتطويره. 

 

أدوار ومسؤوليّات أوليّاء الأمور:

يقدّم التّعليم والتّعلّم عن بعد تحدّيات هائلة لنا جميعًا؛ حيث نتعلّم كيفيّة القيام بالأشياء بشكل مختلف لفترة من الوقت؛ قد تطول أو تقصر، ولا شكّ أنّ وليّ الأمر، كطرف مؤثّر في عمليّتيّ التّعليم والتّعلّم، يواجه أيضا عددا من التّحدّيات، وتقع على عاتقه مجموعة من المسؤوليّات؛ انطلاقا من دوره المهمّ في سير عمليّات التّعليم والتّعلّم في تجاهها الصّحيح، ولا بد له – كغيره من ذوي العلاقة - من التّكيّف مع هذا المحور السّريع وغير المتوقّع نحو التّعليم والتّعلّم عن بعد، والّذي يتركّز في إدارة البيئة المنزليّة، وتهيئتها بحيث تدعم تعلّم الأبناء، وتساعدهم على أداء أدوارهم بسهولة ويسر، إضافة إلى قيام وليّ الأمر – أحيانا - بدور المعلّم خاصّة مع طلبة التّعليم المبكّر أو ذوي الاحتياجات الخاصّة، وكذلك تقديم الدّعم للمعلّم والمدرسة من خلال التّواصل الفعّال. 

  

يمكن أن يتمّ ذلك كلّه وفق مجموعة من الإجراءات والاستعدادات منها: 

  • إيجاد وتطوير عادات جيّدة لجميع أفراد الأسرة تتّسم بالمرونة، وتتعلّق بجدول الحياة اليوميّة؛ كوقت وساعات النّوم، ومواعيد تناول الطّعام والمذاكرة واللّعب واستخدام الأجهزة الرّقميّة ...الخ، وفي حال وجود عدد من الأبناء في سنّ التّعلُم، ولجوء وليّ الأمر للعمل من المنزل أحيانا، فلا بد من وضع جدول وقواعد لاستخدام الأجهزة، وأماكن العمل، وحتّى فترات الهدوء للتّركيز في أداء المهمّات، على أنّ يتّفق عليها الجميع ويلتزموا بها.  
  • إيجاد وتهيئة مكان جيّد ومناسب لأنشطة التّعلّم؛ يتّسم بالهدوء، ويخلو من المشتّتات، وتغطّيه شبكة الإنترنت بشكل جيّد، ويفضّل أن تكون أبوابه مفتوحة، بحيث تسهل عمليّات تقديم الدّعم والتّشجيع، ومراقبة عمليّة التّعلّم، والوقت الّذي يمضيه الطّالب أمام الشّاشة.  
  • البقاء على تواصل مستمرّ مع المعلّم والمدرسة وذوي العلاقة، بهدف تقديم الدّعم للأبناء، والمساهمة في حلّ المشكلات، وتيسير عمليّة التّعلّم. 
  • مساعدة الأبناء للحصول على أفضل تعلّم مستقلّ، من خلال عمليّات الدّعم والتّحفيز والتّشجيع، ولا يتطلّب ذلك أن يكون وليّ الأمر معلّما متفرّغا، أو خبيرا في التّعليم، مع الإشارة إلى أنّ طلّاب المرحلة المبكّرة، وذوي الاحتياجات الخاصّة يحتاجون أكثر من غيرهم إلى مزيد من الدّعم، والمساعدة؛ للحصول على تعلّم جيّد. 
  • كن حاضرا ومتواصلا مع ابنك بشكل مستمرّ؛ خاصّة في بداية اليوم ونهايته؛ فيمكنك أن تسأل في بداية اليوم – مثلا – ما الموادّ أو الموضوعات الّتي ستدرسها هذا اليوم؟ هل هناك تقييمات لهذا اليوم؟ هل تحتاج إلى مساعدة أو شيء ما؟، وفي نهاية اليوم، يمكنك أن تسأل – مثلا – كيف كان أداؤك في هذا اليوم؟ هل واجهتك تحديات أثناء تعلّمك؟ ما الجديد الّذي تعلّمته اليوم؟  
  • إدارة التّوتّر وتشجيع النّشاط البدني وممارسة الرّياضة، ففي ظلّ الأزمات ولجوء أفراد الأسرة للعمل والتّعلّم عن بُعد، يحتاج الجميع للتّخلّص من هذا التّوتّر، ويحتاج الأبناء إلى شخص بالغ؛ ليساعدهم على إدارة مشاعرهم؛ حتّى لا يفقدوا حماسهم، وتركيزهم نحو التّعلّم، ويمكن أن يتحقّق ذلك من خلال توفير أوقات لممارسة بعض التّمارين الرّياضيّة، والجلوس كعائلة، والمشاركة في بعض الأنشطة التّرفيهيّة، واستمرار عمليّات التّواصل الفعّال، وبثّ الأقوال والممارسات الإيجابيّة، ومساعدة الأبناء على التّواصل مع أصدقائهم وفق محدّدات واضحة. 

 

أدوار ومسؤوليّات المدرسة أو المؤسّسة التّعليميّة - بما في ذلك وزارة التّعليم وإداراتها:

إنّ دور المدرسة أو المؤسّسة التّعليمية - بما في ذلك وزارة التّعليم وإداراتها – لا يقلّ أهمّيّة عن بقية الأدوار، بل هو أساسها و المحرّك لها، و كما ذكرنا سابقا؛ فهو دور توعويّ يركّز على زيادة الوعي بأهمّيّة التّعليم و التّعلّم عن بعد، وسبل الحصول عليه، والتّعامل مع آلياّته بشكل سهل وميسّر، ودور تأسيسيّ يتعلّق بتوفير البنية التّحتيّة المناسبة، و القادرة على استيعاب المتطلّبات، و تلبية الاحتياجات المختلفة للمتعلّمين و المعلّمين، ودور تنظيميّ لكافة عمليّات التّعليم و التّعلّم، ودور إداريّ لإدارة الموارد البشريّة و الماديّة، وإدارة التّنفيذ و متابعته، حيث تقوم المدرسة أو الوزارة من خلال هذه الأدوار بتوفير الموارد والتّطبيقات الرّقميّة، و الدّروس المصوّرة، و المواقع التّفاعليّة، والكوادر المؤهّلة من معلّمين وتقنيّين وإداريّين، كما تقوم بتوفير التّدريب الملائم والمستمرّ لهم، وتقديم الدّعم لجميع الأطراف السّابقة؛ بما يحقّق جودة المخرجات، ويضمن سير العمل بسهولة ويسر؛ وفق الخطط والإمكانات المتاحة. 

 

وأخيرا، فإنّ التزام وحرص كلّ من الطّالب والمعلّم ووليّ الأمر والمدرسة، على القيام بأدواره ومسؤوليّاته، والوفاء بها بأفضل طريقة، وبجديّة ومسؤوليّة، سيحقّق الأهداف، ويؤدّي – دون شكّ – للحصول على تعلّم نوعيّ؛ يرفع من مستوى تحصيل الطّلّاب على المستويات المعرفيّة والمهاريّة والانفعاليّة، وسيصنع من تحدّيات التّعليم والتّعلّم عن بعد فرصا للعطاء، وللنّموّ المهنيّ والإدراكيّ، ولاستدامة التّعليم والتّعلّم، وللاستفادة الفاعلة من الموارد المتاحة؛ لتحقيق تعلّم أفضل؛ يلبّي احتياجات الطّلّاب، ومتطلبات هذا العصر. 

اخر تعديل
30-09-2020
زمن القراءة
8 دقائق

دعوة للفعل

اتبع الإرشادات الواردة أدناه للتأكد من قيامك بدورك بشكل صحيح في التّعليم والتّعلّم عن بُعد.

موارد خارجية