Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التعامل مع العلاقات عن بُعد

ملخص
public
تتحدّث هذه المقالة عن العلاقات عن بُعد والتحديات التي قد يواجهها الناس في هذا النوع من العلاقات.وتُقدم نصائح لتجنّب هذه التحدّيات ومساعدتك على تجاوزها.  

لقد توسّع المشهد العالميّ للمعلومات والاتصالات على امتداد العقد الماضي، ليشمل مزيداً من تقنيّات الاتصالات الرقميّة المختلفة، والتي تُسمّى بالإعلام الرقميّ أو وسائل التواصل الاجتماعي أو حتّى الإعلام الجديد.  

وبسبب عوامل عدة في حياتنا هذه الأيام ينمو العالم الرقمي بنموّنا، ويتزايد اعتمادنا عليه. نفضّله أحياناً، أو نمحوه من حياتنا أحياناً أخرى.  

  

التحدّيات التي قد تواجهها في العلاقات عن بُعد:  

تتطلّب العلاقات جهداً كبيراً للحفاظ عليها، كالعلاقات العائليّة والصداقات وعلاقات العمل. لكن العلاقات عن بُعد أو العلاقات الرقميّة تنطوي على تحديات ربما لا تكون قد واجهتَها في العلاقات المباشرة الأخرى. فهل يمكنك تحمّل المسافة؟ وما هي هذه التحدّيات؟ هل يمكنك العمل على حلّها؟ أم ستردد المقولة الشائعة: "من الأفضل حضور الآخر، وإلا فلن تقوم العلاقة، لأنّنا لم نعتد على ذلك".  

أن العلاقات عن بُعد تفتقد إلى الكثير من اللحظات التي تَكمُن في التفاصيل البسيطة في ظاهرها والمهمة في باطنها، كتناول الطعام على المائدة ذاتها، والتلاقي في لحظات هامّة كالأعياد والمناسبات الاجتماعية، والقدرة على لقاء زملاء العمل وحضور الاجتماعات الهامّة، حتى القدوم إلى المكتب فقط قد يحسّن المزاج، أو ممارسة الرياضة مع الآخرين .هذه التفاصيل البسيطة تعني الكثير في العلاقات الإنسانية ولحضورها تأثير كبير على قوة العلاقة ولكن هنالك الكثير من التحديات التي يواجهها الناس في العلاقات عن بُعد كثيرة، إليك بعضًا منها:  

سوء الفهم: ربما تكون هذه المشكلة الأكثر احتمالاً للحدوث في المراسلات والبريد الإلكتروني ، وحتى أثناء التواصل عبر برامج مكالمات الفيديو، إذ قد تتحدث أو تكتب شيئاً ويفهمه الآخرون بطريقة خاطئة،  وقد تجد أن النكتة التي أطلقتها أصبحت أمراً جادّاً وورّطتك في مجادلة مرهقة. 

 

غياب لغة الجسد: لتحقيق التواصل الجيد نحتاج أن نرى كيف يتفاعل الآخرون مع كلامنا، إذ يُعدّ هذا التواصل في غاية الأهميّة لزملائنا وأصدقائنا. وعند التواصل بالرسائل المكتوبة والمحادثات الهاتفيّة التي لا تتضمّن لغة جسد واضحة ، قد يحتار الآخر أو يغفل عن المعنى المقصود. وحتى في مكالمة الفيديو الواضحة، التي يبدو أنها تسمح بالنظر المباشر إلى الشخص المقابل، الأمر مفتقد لشيء بالغ الأهمية وهو التواصل الحسي والمادي وشعور كل من الطرفين بطاقة بعضهم بعضا التي قد تختصر الكثير من التواصل بالكلمات أو النظرات. 

 

الفراغ: حين تفكّر في أنّك لا تملك ما تقوله أو تفعله. لا تقلق، فهذا أمر طبيعي! عند الالتقاء المباشر بالآخرين يبدأ الحديث مباشرة ، وبإمكانك قضاء الوقت معهم دون الحاجة إلى الكلام أحياناً، إذ يُمكنك مشاهدة التلفاز معهم  أو تناول الطعام على المائدة ذاتها أو الاحتفال، ولا ضرورة لإقحام الكلام كما هو الحال  في العلاقات عن بُعد،  التي تضطرّك لافتعال ذلك حتّى تتدارك ما فاتك أو تتواصل مع الآخر بصورة أفضل.  

 

الكبر والنضوج بعيدًا عن الآهل: كونك بعيدًا عن أهلك وأصدقائك ومعتمدًا على نفسك في جميع نواحي الحياة يعطيك الأمر نضجًا وتصبح إنسانًا مسؤولاً في فترة وجيزة،  قد لا يصل إليها الكثير من أقرانك الذين يعيشون مع العائلة، ولكن للأمر وجه آخر حيث تسلبك كل هذه الاستقلالية مشاركة أقاربك وأصدقائك أفراحهم وأحزانهم وتقدمهم أمورهم الحياتية ، بل قد تشعر بالغربة عند أيام إجازتك التي تزورهم فيها وتُتفاجئ بفوات الكثير من الأحداث في فترة غيابك عنهم.  

  

الاتصال السيّء بالإنترنت: تكتسب التكنولوجيا قيمتها من الاتصال بالإنترنت، وهذا الاتصال قد لا يكون مثاليًا دائماً! قد تتضمّن الاتصالات البعيدة، خصوصاً عبر الـ"واي- فاي" بعض التأخير أو التشويش. لذلك من السهل مقاطعة الآخرين دون الانتباه إلى أنهم لم يكملوا حديثهم بعد. وإذا كانت المكالمات على هذا المنوال،  فسيرتبط اتصالك لدى الآخرين بالتوتر والانزعاج.  

  

الانشغال: أن تكون مشغولاً ومُتعَباً وغير قادرٍ على الحديث! حين تعاني من فرق التوقيت على وجه الخصوص قد يكون من الصعب إيجاد الوقت المناسب لإجراء مكالمات مطوّلة. وقد يكون من الصعب عليك العمل والدراسة وممارسة التمارين والنشاطات الاجتماعية والنوم، ثم إيجاد الوقت الكافي للاتصال عبر الهاتف بعائلتك.   

 

المجهول: ما الذي يحدث على الضفة الأخرى؟ وما الذي أفوّته؟ هل ثمة ما لا أُدركه؟ تعتقد دائماً بأن هناك ما يحدث مع عائلتك أو في العمل وأنك مغيّب عنه. ويخلق ذلك لديك شعوراً بالضعف وقلّة الأمان، وقد يؤدّي إلى بعض السلوكيات السيئة، كالاختفاء وعدم الردّ أو التواصل المفرط والتحول إلى شخص متملّك.  

  

كيف يمكننا التعامل مع هذه التحديات؟ 

النصيحة الأفضل للتعامل مع هذه الحوادث أو تجنّبها في تواصلك الرقمي أو علاقاتك عن بُعد هي:  

مع الزملاء:  

1. وضع قواعد أساسية:   

  • السؤال الشخصي والمهني في بداية الاجتماع يُشعر الآخرين بأنّهم جزء من أعضاء الفريق. ربما تكون هذه الطريقة هي الأسهل لكسر العزلة الناشئة من عدم الالتقاء وجهاً لوجه.  
  •   المهام المتعددة  ممنوعة.  
  • قلّل من كتم الصوت كلما أمكن: فالصمت يقتل أي محاولة للفكاهة ويزيح قيمة الترابط عبر الضحك المشترك.  

2. التوفيق بين الأهداف الشخصيّة والعمليّة:  

  • يجب أن تكون البهجة في العمل من الأهداف المشتركة مع الفريق عبر تحقيق المشاركة الكاملة.  
  • حقّق التوازن بين حياتك العملية والخاصّة.  
  • شارك رؤيتك المستقبلية في العمل مع عائلتك، حتى تُقدّر عملك وأحلامك.  

3. توطيد العلاقات:  

  • قم بالإشادة بأعضاء الفريق الذين لا يخشون البوح بما يفكرون به بطريقة مهذبة.  
  • حافظ على السرّيّة والخصوصيّة.  
  • كن صادقاً وشفّافاً في حديثك مع الآخرين.  

 

مع العائلة والأصدقاء:  

  •  لا تستبدل العلاقة الطبيعية بالعلاقة عن بُعد!  
  • لا تعتمد حصراً على الدردشة العامة للتواصل! اكتشف نشاطات ممتعة، فالاعتماد على الاتصال الرقميّ طيلة الوقت مملّ وليس سهلاً. شاهد الأفلام مع الآخرين، أو قم بإعداد الوجبة ذاتها في الوقت ذاته، أو العبوا سوياً عبر الإنترنت. تحدّث عن المستقبل أوعن أهدافك قصيرة المدى أيضًا.   
  • تجنب الاتصال المفرط 
  • ضع برنامجاً زمنيّاً لوقت الاتصال، واجعل ذلك أمراً روتينياً. 
  • غيابك الجسدي لا يعني قدرتك على كسر القواعد مع العائلة أو الأصدقاء، لذا عليك احترامهم.  
  • الزيارات المفاجئة هي أمر رائع إذا استطعت القيام به.  
  • كن صادقاً مع الجميع.  
  • حمّل تطبيقاً مناسباً للمراسلة ومكالمات الفيديو، وتأكد من الاتصال الدائم بالإنترنت.  
  • مكالمات الفيديو هي الأفضل، إذ يُمكنك سماع ورؤية الآخر في الوقت نفسه.  
  • ابقَ متفائلاً ومصدراً للأخبار الطيّبة.   

  

عليك في النهاية أن تكون واقعيّاً، وأن تتفهّم التحدّيات التي ستنشأ في جميع العلاقات المباشرة أو تلك العلاقات عن بُعد. الأمر المهمّ هنا هو موقفك منها، واستعدادك لخلق الحلول والإجراءات المناسبة.  

اخر تعديل
11-06-2021
زمن القراءة
6 دقائق