Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصّورة الذّاتيّة والهويّة الرّقميّة

ملخص
caregiver
تشرح هذه المقالة لمقدمي الرعاية كيفية مساعدة أطفالهم على تطوير وتعزيز صورة إيجابية عن نفسهم واحترام ذاتهم

إنّ شباب اليوم يقفون في مواجهة تحدّيات جديدة لم تكن تواجه الجيل السّابق. ولطالما كانت مرحلة المراهقة فترة معقّدة، إلّا أنّنا نشهد اليوم ضغوطات جديدة تتمثّل في تواجدنا المستمرّ على منصّات التّواصل الاجتماعي.

 

ماهي العلاقة بين الصّورة الذّاتيّة ووسائل التّواصل الاجتماعيّ؟

وأيًّا كانت منصّة التواصل أو التّطبيق الّذي يستخدمه الشّباب فإنّهم دائمًا ما ينصبّ تركيزهم على الحصول على أفضل صور مع الشَّعر والبشرة المثاليّين والملابس الغالية والأحدث دائمًا. فالكثير من الشّباب يضعفون أمام هذه الضّغوط محاولين محاكاة ما يشاهدونه على الإنترنت. وبينما ينجح بعضهم في ذلك تجد آخرين تتطوّر لديهم مشاكل نفسيّة وعقليّة نتيجة لهذه الضّغوط.

 

ما الّذي بإمكان الوالدين فعله لمساعدة أبنائهم على تطوير الصّورة الذّاتيّة الصّحيّة الخاصّة بهم؟

المفتاح دائمًا هو التّواصل النّاجح؛ فمن المهمّ أن تقوم بنقاشات مع أبنائك (خاصّة المراهقين والمراهقات) عن صورتهم الذّاتيّة، وهويّتهم الرّقميّة والشّخصيّة الّتي يتطلعون ليصبحوا عليها في يوم من الأيام، فمن المهم أن توضّح لهم أن ليس كلّ ما نراه على وسائل التّواصل الاجتماعيّ حقيقيّ، أو على الأقل لا يعكس الصّورة كاملة، فنحن لا يمكن أن نكون دائماً بأفضل حال وصورة، فلا بدّ أن تمرّ علينا أيام سيّئة سواءً خارجيًا من خلال المظهر، أو داخليًا، وهذا في كلّ الأحوال شيء لا بأس به. تحدّث لهم عن معاني الأشياء، وقارن ذلك بالمظاهر السّطحية ثمّ وضّح لهم أنّك دائمًا موجود لأي مساعدة أو نقاش معهم؛ ففي كثير من الأحوال يساعد الاحساس بالحبُ والدّعم الأطفال على تطوير هويّة سليمة.

 

كيف يستطيع الأهل السّيطرة على ظاهرة مثل الصّور الملتقطة ذاتيًّا (السيلفي)؟

هناك خطوة أخرى يمكن للوالدين القيام بها وهي فهم ظاهرة الصّور الملتقطة ذاتيًّا وهي صورة يقوم أحدنا بتصويرها لنفسه وبنفسه، وعادة يكون الهدف من ذلك مشاركتها على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، فعندما يقوم الشّبابُ بتصوير هذه الصّور وتحميلها على ملفّاتهم الشّخصيّة فهذا أمر مقبول تمامًا (مع الأخذ بالاعتبار أن ملابس الشّخص مناسبة وساترة). لكنّ تحميل مثل هذه الصّور بشكل يوميّ أو شبه يوميّ هو أمر غير ضروريّ، وقد لا يتّفق معك ابنك/ابنتك في هذا. إنّ لتصوير المتكرر علامة على أن ابنك لا يستوعب معنى تقدير الذات. لقد اجتاحت ظاهرة الصّور الملتقطة ذاتيًّا العالم في الفترة الأخيرة، وهنالك وجهات نظر مختلفة فيما إذا كانت تؤدي إلى تمكين الشّباب ورفع قيمتهم أو إهانتهم بشكل أو آخر.

 

كيف يمكن لأولياء الأمور مساعدة الأبناء على تطوير صورة ذاتيّة إيجابيّة لأنفسهم وتقدير ذواتهم؟

يستطيع الوالدان مساعدة ابنائهم على تطوير صورة ذاتيّة إيجابيّة لأنفسهم وتقدير ذواتهم، فالصّورة الذّاتيّة تتضمّن رؤيتنا لأنفسنا، وتقييمنا لذواتنا، والسؤال الّذي يطرح نفسه: كيف نحكم على الذات؟ يجب أن لا يكتفي الشّباب اليوم بتطوير شخصيّاتهم في العالم الحقيقيّ فقط، فهم مطالبون أيضًا بتكوين و تطوير شخصيّاتهم في عالم الإنترنت، و لعلّ أهم سمات التّواجد الجيّد على الإنترنت هي القدرة على التّفرقة بين الصحيح والخاطئ، و القدرة على تعرّف الفروقات بين النّاس، و احترام حقوق الآخرين والقدرة على السّيطرة على الاحاسيس بالإضافة إلى القدرة على التّعافي من النّكسات الّتي ربما تحدث لهم، و كلّ هذه النّقاط تمثل مواضيع مهمّة يستطيع الوالدان مناقشتها مع الأبناء.

إذا شعرت أنّ ابنك/ابنتك يعاني في هذا الأمر (الصّورة الذّاتيّة)، قم بإلقاء نظرة على استخدامه لوسائل التّواصل والتّكنولوجيا بشكل عام. هل يقوم بنشر صور شخصيّة أكثر من اللّازم؟ هل يقوم فقط بمتابعة الشخصيات المشهورة البراقة والتي لا تقدّم محتوى مفيدًا؟ هل يقوم بقضاء ساعات طويلة يوميًا على وسائل التّواصل الاجتماعيّ المختلفة؟ هل يبدو عليه التّعب الزّائد عن الحدّ وغير المبرر؟ هل يقوم بانتقاد نفسه بشكل مستمرّ؟

إذا كانت اجابتك على أحد هذه الأسئلة نعم، فربما ترغب في تجربة أحد الاقتراحات التّالية:

  • قم بإعادة التّفكير في استخدام أسرتك للتّكنولوجيا ووسائل التّواصل. وهذا شيء ستضطر غالبًا لتعديله وتطويره ليتماشى مع تطوّر أبنائك.
  • حاول أن تجعل بعض الأوقات خالية من التّكنولوجيا بجميع أشكالها، على سبيل المثال وقت المساء قبل النوم، وهذا يساعدك على التّأكد من عدم مرورهم على منشورات غير ضروريّة في أوقات متأخرة.
  • قم بتشجيع أبنائك على متابعة أمثلة إيجابيّة أو قدوة حسنة على وسائل التّواصل الاجتماعيّ. هنالك بعض المدوّنين والمؤثّرين الذين يتعاملون مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واقعي؛ من خلال قيامهم بمشاركة بعض الصّور دون موادّ تجميل وحديثهم عن مشاكلهم النّفسيّة وعن مشاكلهم الماليّة قبل الشّهرة...الخ. إضافةً لهذه الفئة، هنالك أيضاً أشخاص يستخدمون حساباتهم على وسائل التّواصل لتشجيع التّحركات المفيدة للمجتمع والعمل التّطوعيّ؛ فهذه الأشياء قد تساعد الشّباب على وضع الأمور في نصابها الصّحيح ومعرفة أنّه ليس هنالك شخص مكتمل الجمال والسّعادة وخال من العيوب كما هو الحال في حساباته، وأنّ الحسابات يمكن استخدامها لفعل الخير.
  • ساعد أبناءك على إيجاد المتعة والعوامل المحفزة بعيدًا عن الإنترنت مما سيؤدي لقضائهم أوقات أقل في تصفح الإنترنت.
  • قم بمحاولات للتّخلّص من الرّواسب السّلبيّة للتّكنولوجيا الرّقميّة، فهنالك خيارات عدّة للقيام بذلك، ابدأ بشيء بسيط مثل يوم واحد للطّفل للتّخلص من آثار التّكنولوجيا السّلبية وصولاً لشهر كامل للأسرة، وبين هذا وذاك قم بإيجاد ما يناسبك واستمتع بالابتعاد عن التّكنولوجيا والتّواصل مع أحبائك.
  • كن مثالاً يحتذى، فإذا لاحظت أنك تنتقد نفسك دائماً أو تقوم بمشاركة الكثير من الصور الشّخصيّة على وسائل التّواصل أو حتى تقوم بقضاء معظم الوقت على الإنترنت، فقد تكون مشكلتك الاساسية أنّ ابنك ببساطة يقوم بتقليدك؛ خذ خطوة للخلف وراجع نشاطك على وسائل التّواصل الاجتماعيّ وإذا رأيت أي مساحة للتّحسن لا تتردّد في ذلك وشاهد ابنك كيف يتبعك.
  • قم بإجراء محادثات دائمة مع ابنك، فمهما قمنا بتكرار هذه النّقطة فلا يمكن إعطاؤها حقّها كاملاً، المحادثات المفتوحة مع ابنك هي أفضل وسيلة لمساعدته في تجاوز هذه المشاكل وغيرها.
اخر تعديل
11-07-2020
زمن القراءة
4 دقائق